عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز لقاءً ثنائياً على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا التركية. وذكر موقع الكرملين أمس الإثنين (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) أن هذا اللقاء الذي جرى خلف الأبواب المغلقة هو الأول بين بوتين والعاهل السعودي، بحسب وكالة قناة «روسيا اليوم». وقال الكرملين إن «جدول أعمال المباحثات تضمن الأزمة السورية والعلاقات الثنائية بين الاتحاد الروسي والسعودية». يذكر أن العلاقات بين روسيا والسعودية شهدت تحسناً حيث زار ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود روسيا في شهر يونيو/ حزيران الماضي . وتم خلال الزيارة التوقيع على 6 اتفاقيات استراتيجية، على رأسها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، إضافة إلى اتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية. غير أن هناك خلافات بين السعودية وروسيا بشأن الوضع في سورية. من جانب آخر، كشف الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي عن رغبة السعودية في استضافة وفود من المعارضة المعتدلة خلال الشهر المقبل للاتفاق على أسماء الوفد الذي سيذهب إلى مفاوضات يناير/ كانون الثاني مع الحكومة السورية. وقال العربي، في تصريحات للصحافيين بمقر الجامعة العربية أمس (الإثنين)، إن نقاط الاتفاق بين المجموعة الدولية التي اجتمعت في فيينا السبت الماضي تبلورت في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية حيث تعهدت الدول الخمس دائمة العضوية في اجتماع فيينا الأخير على ضرورة التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يتضمن ما تم الاتفاق عليه في فيينا والذي يرتكز على عنصرين أساسيين أولهما وقف إطلاق النار، تليه عملية مراقبة لمتابعة تنفيذ القرار من خلال إيفاد مراقبين أو قوات حفظ سلام كما هو في مناطق أخرى في العالم. وأضاف العربي أن هناك إجماعاً على موضوع الإصلاحات السياسية حتى من قبل روسيا وإيران ويرجع إلى إدراك من الجميع أن الكل أصبح متورطاً أكثر من اللازم ولهذا ظهرت الرغبة في الحل. وقال العربي إن نقاط الخلاف بدت حول الرغبة في بقاء بشار الأسد أم لا إلى جانب خلاف في وجهات النظر بشأن بدء عملية سياسية أولاً أم وقف إطلاق النار أولاً ولكن الجميع يرى ضرورة الالتزام بجنيف1. وأشار العربي إلى أن الاتجاه الراهن بين الدول التي شاركت في اجتماع فيينا هو استصدار قرار من مجلس الأمن تنفذه الأمم المتحدة من خلال مبعوثها الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا . من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير، جون كيري تحدث مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة بشأن أهمية الخطوات التالية في سورية عقب اجتماع مجموعة دعم سورية في فيينا يوم السبت. وقال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي إن كيري بحث مع خوجة في اتصال أمس (الإثنين) خطوات منها اجتماع واسع وشامل للمعارضة السورية وبدء مفاوضات جادة بين المعارضة والنظام في سورية وخطوات من أجل وقف جاد لإطلاق النار. وأضاف كيربي أن كيري أكد ضرورة اتفاق المعارضة على المشاركة في المفاوضات والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل دون معوقات. وفي تطور آخر، أعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند أمس (الإثنين) أن فرنسا «ستكثف عملياتها في سورية» بعد الغارات التي شنتها مقاتلات فرنسية مساء الأحد في الرقة معقل تنظيم «داعش» في شمال سورية. وقال هولاند في كلمة ألقاها أمام البرلمان المجتمع بمجلسيه في فرساي إن «حاملة الطائرات شارل ديغول ستبحر الخميس متوجهة إلى شرق البحر المتوسط ما سيزيد قدراتنا على التحرك بثلاثة أضعاف» مؤكداً «لن يكون هناك أي مهادنة».
مشاركة :