3 قراءات جمالية في المقامات الموسيقية العربية

  • 11/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهد المعرض ندوة بعنوان جمالية المقامات الموسيقية العربية، تناولت تاريخ الموسيقى العربية واتساع رقعتها الجغرافية الممتدة من الخليج إلى المحيط، والتنوع الكبير الذي تزخر به، شارك فيها كل من الباحث في التراث الخليجي والموسيقي الدكتور صالح حمدان الحربي، والدكتور محمد القسطاوي موجه أول في وزارة التربية والتعليم في الإمارات وأستاذ سابق في أكاديمية الفنون في القاهرة، والباحث والكاتب والفنان علي العبدان، وأدارتها الشاعرة الهنوف محمد. وتحدث الدكتور صالح حمدان الحربي عن الغناء البحري باعتباره أحد أهم أشكال الغناء التي شهدتها منطقة الخليج خلال رحلتها الفنية، وأشار إلى أنه غناء جميل بإيقاعاته ويمتاز بروح لا توجد في أشكال الغناء الأخرى، وقسمه إلى قسمين، الغناء البحري الذي يصاحب العمل، والغناء البحري في السهرات وليالي السمر والفرح. وحول غناء العمل قال الحربي: إن عملية صنع السفينة تمر بمراحل مختلفة وكل مرحلة من هذه المراحل لها سماتها وألحانها، ومن أولى هذه المراحل مرحلة بناء السفينة التي تحتاج إلى نوع محدد من الألحان والإيقاعات التي تبث الحماس في نفوس العاملين، وبعد عملية الصُنع تأتي مرحلة التشوين وهي طلاء السفينة بما يعرف بالشونة، وهذه العملية تحتاج إلى نوع معين من الموسيقى، الذي يستخدم فيه لحن السنقيني وهو من أصعب الألحان، ويتكون من 64 وحدة إيقاعية، ويعتبره البعض خارج نطاق السمع الإنساني. وأضاف الحربي: تأتي بعد ذلك عملية جر المجداف وتنزيل السفينة إلى البحر، وهنا لابد أن يكون هناك انسجام وتناغم ما بين نوع الشعر والزمن المُوسيقي وما بين المجداف، ولو تم الإخلال بهذه المعادلة تفقد السفينة توازنها وتتعرض للغرق، ويأتي بعد ذلك رفع الشراع الذي له أسلوب خاص أيضاً فيظهر فيه الابتهال والتضرع والدعاء بالتوفيق في السفر والوصول بسلام، ويحتاج لأكثر من نهام، والنهام هو الشخص صاحب الصوت العالي والجميل، ولكن المختلف عن المُغني. وأشار الحربي إلى أن آخر مراحل العمل هذه هي مرحلة رفع المرسى، وهو الاستعداد للنزول إلى البر، ويستخدم في هذا الظرف غناء الدواري الذي تمتاز إيقاعاته بالسرعة، وتظهر فيه ملامح الفرح والسعادة بالوصول إلى البر بعد رحلة طويلة وشاقة، فأثناء الإبحار لا توجد موسيقى ولا راحة ولا مساحة للترفيه. وقال الدكتور محمد القسطاوي: كانت الموسيقى أحد العلوم الأساسية الأربعة في جميع الحضارات القديمة، إلى جانب الطب والفلك والرياضيات، وكانت تأتي على رأس العلوم التي تُدرس ويُعتنى بها، وتطورت مع تطور الأزمان شأنها شأن جميع العلوم لتلبي احتياجات كل العصور، أما مقامات الموسيقى العربية فتنقسم إلى قسمين: قسم يحتوي على ثلاثة أرباع درجة، وقسم لا يحتوي على ثلاثة أرباع درجة، أما المقامات الغربية فلها درجة كاملة، ومن أشهر المقامات العربية مقام الرست، والبياتي، والنهوند التي تصنف ضمن الإيقاعات التي تحتوي على ثلاثة أرباع درجة، والعجم الذي لا يحتوي على ثلاثة أرباع درجة، وهناك أيضاً مقام الصري الذي يُعبر عن حالة من الحزن والقليل من الترجي، ومن أشهر أغانيه أغنية هو صحيح الهوى غلاب لأم كلثوم، ولكل مقام من هذه المقامات خاصيته يتم التعرف إليها بذائقة السمع، ولذلك سميت الموسيقى بالجمال السمعي. وأكد علي العبدان أن معظم الفلاسفة العرب اهتموا بالموسيقى، وبحثوا فيها ومن هؤلاء الفارابي، وابن سينا، والكندي، وكانت لهم اسهامات واضحة في تطورها، ولكن في عالمنا اليوم بتنا لا نهتم بهذا المجال رغم أهمية وجوده في حياتنا. وحول تاريخ مقامات الموسيقى العربية قال العبدان: أول ما تعرف العرب إلى الموسيقى كان عن طريق استخدامهم لآلة الطنبور الفارسي الخرساني القديم الذي كان يتكون من البم والزير، وعزف عليه العرب قبل العود، ولكن واجهتهم صعوبة في استخدامه كونه لا يناسب غناءهم، واحتاجوا إلى تخفيض درجاته ولو درجة واحدة، إلى أن جاء منصور زلزل المتوفى سنة 174 هجرية الذي أدخل بعض التعديلات على الطنبور الفارسي، فقصر رقبته، ورفع البم، وانزل الزير للأدنى، ونتج عنها العود العربي المعروف الذي نستخدمه حالياً، ويعتبر كل من مقام النهوند الذي فيه الكثير من الشجن، ومقام العجم الذي يمتاز بالقوة الممزوجة بالفرح من أشهر المقامات الموجودة في منطقتنا العربية. وخلال الجلسة قُدمت نماذج لأعمال فنية بينت الاختلافات بين المقامات الموسيقية العربية، من خلال العزف على آلة العود الذي استمتع وتفاعل معه الحضور كثيراً.

مشاركة :