لا يمكن نكران محاولات الشعب الكويتي المحب لوطنه محاربة الفساد، بل بذل كل ما في وسعه وفي نطاق قدرته، فمن أبنائه من عبر عن ذلك بالاعتصامات، ومنهم من عبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم من كتب وغرد وصرح، كل حسب ما هو متاح له، إلا أن مؤسسة الفساد تنمو والفساد ينتشر بصورة مخيفة بل مرعبة، ولأن الحكومة ورئيسها ومجلس الأمة ورئيسه أعلنوا في أكثر من مناسبة تفشي الفساد، ودعوا لمحاربته الأمر الذي لم يحرك شعرة من قوة ونفوذ مؤسسة الفساد، بل نراها تكبر وفسادها ينتشر والبلد في حالة تأخر وتخلف وانحدار عن بقية البلدان في كل المجالات ومشاكله تكثر وتكبر. ولأن الشعب قد استنفد قوته وصبره حيال حالة الفساد والعبث، خصوصا بعد أن استطاع أن يغير أكثر من ٦٠٪ من نواب المجلس السابق، كمحاولة أخيرة منه لعل وعسى أن يحقق نجاحاً في ذلك، لكنه أيقن تماماً أن خيوط اللعبة تكمن بيد الرئيسين، وأن القوة والنفوذ اللذين يتمتعان بهما ما زالا قويين ومتمكنين، الأمر الذي يجعلنا نجزم بأن الحل بأيديهما، وأن كل ما يعانيه المواطن من مشاكل مفاتيحها معهما، ولا يمكن حلها من قبل الشعب أو حتى نوابه، فالحل لن يكون إلا من خلال رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس بعد أن شاهدنا طوال الفترة الماضية أنهما يستطيعان فعل ما يريدان دون أي عائق يمنعهما أو يعرقل ما يريدان فعله. يعني بالعربي المشرمح: نقولها للرئيسين كمواطنين إننا أدركنا تماماً أن مفاتيح الحلول لمشاكلنا بأيديكما، وأنكما قادران على محاربة الفساد ووقف حالة العبث السائدة في البلاد، وأننا كشعب لم يعد بأيدينا الحلول ولا القدرة على ذلك ما لم تبادرا بأنفسكما لنقف خلفكما ونساندكما وإلا فأنتما لا تريدان إنهاء ما نعانيه أو أنكما مجبران عليه وعليكما الرحيل، فالكويت وشعبها لا يتحملان المزيد، والمسؤولية تقع على عاتقكما فهل تنتفضان من أجل الكويت وشعبها؟
مشاركة :