العديد من الصحف العربية الصادرة صباح السبت التنديد بالتفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت أول أمس وخلفا عشرات القتلى والمصابين. يأتي هذا فيما ألقت بعض الصحف باللوم على حزب الله اللبناني، قائلة إن سبب التفجيرين هو تدخل الحزب في الحرب الدائرة في سوريا. وكان انتحاريان قد فجرا نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة في منطقة برج البراجنة ذات الأغلبية الشيعية والتي تعد معقلاً لحزب الله، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجيرين. دعوة إلى الاصطفاف نددت صحيفة الأهرام المصرية بالهجمات وقالت في افتتاحيتها إن التفجيرات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أطرافا لا تريد لهذه البلاد الخير، وتصر على زرع بذور الفتنة، وبث نوازع الفرقة والانقسام فى ربوعها، وإعادة إنتاج أجواء الحرب الأهلية التى دامت أكثر من 15 عاما منذ منتصف السبعينيات وحتى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وراح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب اللبناني الشقيق. وأضافت: ولعل الحادث الأليم يكون حافزا للشعب اللبناني بجميع طوائفه وفئاته للاصطفاف فى وجه ما يحاك ضده من مؤامرات تستهدف وحدته وسلامة أراضيه. ورأت صحيفة الوطن القطرية أن المتابعة العميقة لردود الأفعال واستمرار الإدانات القوية محليا على الساحة اللبنانية، وإقليميا، ودوليا تؤكد أن هنالك حرصا أساسيا على تجنب التداعيات السلبية للتفجيرين الانتحاريين. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: إن التداعيات للتفجيرين تعلي الآن من أهمية الوفاق والوحدة الوطنية والعمل بجد وإخلاص وبشكل عاجل من أجل إنجاح الحوار السياسي اللبناني. أما البيان الإماراتية فقد قالت في افتتاحيتها إن هذه التفجيرات في لبنان ستؤدي إلى ربط هذا البلد بالساحة السورية، بحيث تنفتح الجبهتان على بعضهما البعض، وبحيث يرتد التدخل الإقليمي في سوريا عبر بعض أدواته الحزبية، على لبنان، وهذا لا يشرعن هذه الجرائم، لكنه يقول من جهة أخرى إن الأبرياء في كل مكان يدفعون ثمن الصراع الدولي والإقليمي، وهذا يعيدنا إلى المربع الأول، أي ضرورة وقف هذه الدموية والأنظمة والعواصم والفصائل التي تديمها بأشكال مختلفة. حزب الله تحت نيران الانتقاد يأتي هذا فيما ألقى بعض الكتّاب باللوم على حزب الله، فتحت عنوان الفقراء يسددون فاتورة نصر الله، اتهم الكاتب خلف الحربي في صحيفة عكاظ السعودية الحزب بإدخال لبنان في ورطة عظيمة، حيث قال: لقد ورط حزب الله لبنان ورطة عظيمة لا يعلم نهايتها إلا الله، واليوم يبدو من المستحيل أن ينتهي تدخله العسكري السافر في سوريا -رغما عن أنف كل اللبنانين- إلا بدخول لبنان نفسه في دائرة الدم المهلكة التي يعيشها السوريون. وأضاف: من المؤلم حقا أن نقول بأن لبنان بلد الحرية والجمال يقف على أعتاب مرحلة دامية تشبه الحالة المرعبة التي تعيشها سوريا اليوم بل قد تكون أسوأ منها لأنها تتداخل معها وتبدأ من حيث انتهت في عوالم الإرهاب والحرق والتدمير والتفجير والتصفيات. لكن الحربي أشار إلى أنه لا شيء ينقذ لبنان اليوم من هذا المصير المجنون الذي ينتظره سوى الانسحاب الفوري لمقاتلي حزب الله من سوريا. وفي نفس الصدد، كتب طارق مصاورة في الرأي الأردنية يقول إنه لا يمكن اعتبار جريمة برج البراجنة حادثاً له علاقة بسياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا، فانغماس حزب الله في حربها الداخلية بهذا الحجم نقل هذه الحرب إلى لبنان، وهذا لا يبرر جريمة داعش ولا يفسرها . وختم الكاتب مقاله بالقول: ستبقى لبنان تغمس خارج الصحن، وستبقى داعش وإرهابها تفجّر أحياء الشيعة ومساجدهم في لبنان كما في العراق والسعودية وباكستان وأفغانستان ومصر وليبيا، وسيبقى الولاء الوطني هو الغائب الوحيد. في الوقت نفسه، حملت بعض الصحف الكويتية ما بدا أنه نبرة شماتة واضحة ضد حزب الله اللبناني، فقد كتب عبدالله الهدلق في الوطن الكويتية يقول: نفَّذَ جنود الحق من المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه تفجيرين في المعقل الحصين لـ (حزب اللات) الفارسي الإرهابي في برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية. ووجه الكاتب كلامه إلى حزب الله قائلا: ذق أيها الحزب الإرهابي الفارسي واشرب من نفس الكأس التي أسقيتها للناس فالجزاءُ من جِنسِ العمل والقصاص العادل في الدنيا قبل الآخرة وستلقى جزاء ما اقترفته يداك حاضراً أمام عينيك. في السياق ذاته، كتب أحمد بودستور في نفس الصحيفة مقالا بعنوان حزب الشيطان وكما تدين تدان قال فيه: ما يحتاجه قادة حزب الشيطان هو فعلا قليل من التفكير في السلوك العدواني والطائش الذي ينتهجه الحزب في التعامل مع القضايا اللبنانية المحلية والقضايا الإقليمية فهو ﻻيعرف إﻻ الحرب والدمار والإفساد في الأرض ولذلك ﻻغرابة أن يكون مستهدفا من تنظيمات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها وكما يقولون كما تدين تدان.
مشاركة :