أجمعت الصحف اللبنانية الاثنين 13 يونيو/حزيران 2016، على الربط بين الانفجار الذي استهدف مصرفاً الأحد والتزام البنوك اللبنانية بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على حزب الله، واعتبر بعضها أن ما جرى هو "رسالة" إلى القطاع المصرفي. وتعقد جمعية المصارف التي تضم ممثلين عن البنوك اللبنانية اجتماعاً طارئاً مغلقاً قبل ظهر الاثنين على خلفية التفجير، على أن يصدر عنها بيان في وقت لاحق، بحسب مصدر في الجمعية لفرانس برس. وتحت عنوان "ترهيب المصارف.. الرسالة وصلت ولا تغيّر شيئاً"، اعتبرت صحيفة النهار، المقربة من فريق 14 آذار المناوئ لحزب الله، أن هناك "موقفاً ثابتاً حيال القانون الأميركي والتزام تطبيقه". وكتبت الصحيفة "إذا كان المنفّذون اختاروا مساء الأحد ووقت الإفطار لتجنّب سقوط ضحايا، فإن الهدف بدا جلياً بتوجيه رسالة إلى المصارف". محاولة للإيقاع وأشارت في الوقت ذاته إلى أنه "ربما وقع الاختيار على بنك لبنان والمهجر لأنه الأكثر تشدداً في تطبيق قانون العقوبات الأميركي ضد حزب الله، كمحاولة للإيقاع بين القطاع بمجمله والحزب الذي رفع حدة خطابه ضد المصارف في الأسبوعين الأخيرين". وأصدر بنك لبنان والمهجر بياناً صباح الاثنين أكد فيه أنه "لم تمس أي أوراق أو مستندات للبنك"، وهو مستمر "بتقديم كافة خدماته المصرفية في جميع فروعه". ويعد بنك لبنان والمهجر واحداً من أكبر المصارف اللبنانية، ويرد اسمه إلى جانب ثلاثة مصارف لبنانية أخرى على قائمة فوربس لأقوى مئة مؤسسة في العالم العربي. والتزم المصرف منذ البداية بالتعميم الصادر عن المصرف المركزي في أيار/مايو حول ضرورة تنفيذ مضمون القانون الأميركي الذي أقره الكونغرس في كانون الأول/ديسمبر ويفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله. حالة من التوتر ومنذ صدور هذا التعميم، تسيطر حالة من التوتر بين حزب الله والقطاع المصرفي. وقد اتهم الحزب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الثاني عشر من أيار/مايو بـ"الانصياع" لطلبات واشنطن واعتبر أن القانون "يؤسس لحرب إلغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف". ودعا بيان الحزب سلامة إلى "إعادة النظر في تعاميمه الأخيرة" مطالباً الحكومة "باتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي (...) التداعيات الخطرة التي ستنجم عنها". وأوضح تنال صباح، المدير العام للبنك اللبناني السويسري لوكالة فرانس برس "عندما يصدر تعميم من مصرف لبنان، تصبح كل المصارف مجبرة على الالتزام به". وأضاف "المصارف من دون أن تصرح ملتزمة بهذا القرار"، مشيراً إلى أن "الليرة لن تتأثر وبعد تعميم مصرف لبنان لم نر أي تحرك على الليرة". وكتبت صحيفة المستقبل التابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري "اهتزت بيروت مساء أمس بدوي رسالة متفجرة استهدفت بنك لبنان والمهجر (...) سبقتها رسائل إعلامية وإلكترونية متواصلة وضعت حزب الله في دائرة الاتهام". العقوبات الأميركية وعنونت صحيفة "لوريان لو جور" الصادرة بالفرنسية "بنك لبنان والمهجر مستهدفاً، رسالة إلى القطاع المصرفي؟". واعتبرت الصحيفة أن التفجير "يتضمن أكثر من عامل واحد يربط بين دخول العقوبات الأميركية ضد حزب الله حيز التنفيذ وخيبة ظن الأخير" كما بدا ظاهراً وفق الصحيفة خلال لقاءات الأسبوعين الماضيين بين مسؤولين في الحزب والقطاع المصرفي. أما الصحف المقربة من حزب الله فرأت في التفجير محاولة لإشعال "الفتنة في البلاد". وعنونت صحيفة الأخبار، والتي تقع مكاتبها في المبنى المقابل لمكان وقوع الانفجار، "الإرهاب يضرب بنك لبنان والمهجر: محاصرة المقاومة بالعقوبات والفتنة". الفتنة بعد العقوبات وكتبت الصحيفة "ليس خافياً على أحد أن حزب الله دخل في مواجهة مع بعض القطاع المصرفي، بعدما قرر جزء من هذا القطاع تنفيذ قانون العقوبات الأميركية على الحزب"، مضيفة أن "في هذه اللحظة، قرّر طرف ما أن يدخل على الخط، بتفجير إرهابي استهدف بنك لبنان والمهجر، ليضع المقاومة في خانة الاتهام، ومحاولة محاصرتها بالفتنة بعد العقوبات". وعنونت صحيفة السفير من جهتها "تفجير لبنان والمهجر: الفتنة.. عداً ونقداً". وكتبت "ليس هناك أسهل من الافتراض الفوري، كما فعل البعض، بأن حزب الله يقف وراء التفجير بهدف تحذير المصارف من الغلو في تطبيق قانون العقوبات المالية الأميركية بحقه". ولم يصدر عن حزب الله أي بيان أو تعليق رسمي.
مشاركة :