طارق الشناوي يكتب: من عتبة الباب إلى غرفة النوم

  • 12/25/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من الذى حطم الخط الفاصل بين الخاص والعام؟.. إنهم الفنانون، هم الذين قدموا لنا تفاصيل كل شيء، من عتبة الباب إلى غرفة النوم، ومع ذلك لا يزال البعض يردد أن الصحافة الملعونة والإعلام غير المسؤول اقتحم الخصوصية.       تابعنا أحد الدعاة وهو يكتب على صفحته رسائل إلى زوجته الفنانة المعتزلة، مذكرا إياها بأنهما تعاهدا على الدعوة للحق والخير والجمال، متجاهلًا أن الأسهل مخاطبتها في أذنها، إلا أنه عندما اختار الواقع الافتراضي، حذر متابعيه من التعقيب باعتبار الأمر مجرد شأن خاص.. ولو التقطتها الصحافة وعقبت، يملأ الدنيا صراخا وعويلا بأن الصحافة الملعونة تسللت إلى غرفة نومه.     في الأحياء الشعبية تتجاور البيوت، وما يجرى في شقة بالدور السادس يعلم كل تفاصيله سكان الدور الأول، وفى العادة عندما يعلو صوت الخلاف يحاول كل من الطرفين أن يجعل أهل الحتة طرفا في الحكاية، وأن يستميلهم إلى صفه، ويروى كل ما هو خاص جدا وحميم جدا جدا وينتظر أن يتبنوا وجهة نظره، الزوج المفتري يريد أن يصبح المفتري عليه، والزوجة (الشعنونة) ترتدى ثوب الزوجة الخنوعة.     تابعنا النجم السبعينى الذى طلّق زوجته الحسناء وهو يتهمها بأنها لا تشبع من الفلوس، تريد أن تستحوذ على أمواله، وحكى عن الشقة التي اشترطت أن يكتبها لها والسيارة الجديدة آخر طراز، بينما هي تقول على صفحتها إنه بخيل (جِلدة)، والمطربة التي حلقت شعرها (زيرو) ولم تترك شيئا سلبيا وإلا وكان من نصيب طليقها، وبعد ذلك أعلنت أنها لن تتوقف عن حبه.     وعلينا أن نصبح بمثابة هيئة محلفين، مثل القضاء الأجنبي، ونصدر حكمًا بعد الاستماع إلى الخصمين.     هل هم يفعلون ذلك من أجل الشهرة مثلا؟.. لا أستطيع أن أعتبر كل الحالات شهرة أو ركوب (تريند)، لا أتصور أن المطربة التي يملأ اسمها الآفاق أرادت ذلك، هي تشعر أن دائرتها القريبة ليست فقط أسرتها الصغيرة، ولكن ملايين من جمهورها لهم نفس المكانة في معرفة كل شيء.     الحالة الأسطورية للنجوم التي كانت هي المسيطرة على الحياة الفنية في الماضى تحطمت تمامًا، كانت الصحافة تُطل من (ثقب إبرة) على حياة الفنان الخاصة، وارتبطت بتوصيف (باباراتزى)، صحافة الفضائح التى تقتحم كل الأبواب.. والحقيقة لم تكن صفراء كما يحلو للبعض أن يصفها، جريدة بوقار (أخبار اليوم) كثيرا ما تدخلت فى تفاصيل الحياة الزوجية، وكاتب كبير مثل جليل البندارى كثيرا ما اقتحم الخصوصية وتعرض أيضا للهجوم الضارى، ولهذا أطلقت عليه أم كلثوم (جليل.. وبندارى عليه).. والنقط المحذوفة هى كلمة لا يمكن كتابتها.. ومرة توعدته تحية كاريوكا ومكثت تحت بيته لولا تدخل مصطفى أمين.. ومرة ثالثة طارده رشدى أباظة بعد أن ملأ المسدس بطلقات حية.     كان الفنانون بين الحين والآخر ينفلتون فى التعبير وتلتقطهم الصحافة. بعد هزيمة 67، قال الموسيقار محمود الشريف إن الهزيمة سببها (كرة القدم والحشيش وأم كلثوم).     كان هذا هو الاستثناء الذى يؤكد القاعدة، وهو أن الفنان وحياته الشخصية فى مكانة خاصة جدا بعيدة عن العيون المتلصصة، وعلى الإعلام والصحافة أن يتسللوا بكل الوسائل لو أرادوا الحصول على خبر مثير. الآن صار الفنان يطارد الصحافة والإعلام لكى تحيل كل تفاصيله إلى مادة متداولة على الملأ، وبعدها لا بأس أن تقرأ اتهامهم للصحافة والإعلام بانتهاك خصوصية غرفة النوم!!.     [email protected] المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).

مشاركة :