محاربة المِثليّةُ الجِنسيّةُ

  • 12/25/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدر بن خميس الظفري @waladjameel أثناء الإعداد لكتابة هذا المقال، ورد في الحساب الرسمي لقناة روسيا اليوم الناطقة باللغة العربية خبرٌ عنوانه "روسيا تعارض فرض القيم الغربية ومنها قيم المثليين". وفي تفاصيل الخبر أن رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفينكو، كانت في زيارة لمجلس الشورى في البحرين والتقت برئيسه علي بن صالح الصالح، وأثناء الاجتماع قالت ماتفينكو: "إن روسيا ملتزمة بقيمها الوطنية، وعلى رأسها الأسرة التقليدية والاعتناء بالأطفال وتربيتهم"، مضيفة "أن روسيا تعارض فرض القيم من الخارج، بما في ذلك قيم المثليين الغريبة على البلاد". وأضافت: "نعارض فرض وتسييس قضايا حقوق الإنسان، وفرض معايير أو قيم لا تتوافق مع مصالحنا الوطنية، بما في ذلك قيم أوساط المثليين، وحماية حقوق الأقليات الجنسية، والاعتراف بالانتماءات الجنسية المختلفة التي وصل عددها في أوروبا حتى الآن إلى خمسة وثمانين". وأشارت ماتفينكو إلى أن الأمر في عدد من البلدان وصل إلى حد العبثية عندما يتم تحديد حصص بشكل إلزامي عند تشكيل الحكومة لمتحولي الجنس أو للمثليين، مؤكدة أن هذه "العقيدة غير مقبولة على الإطلاق" بالنسبة لروسيا. وقالت لنظيرها البحريني: "وأني لآمل أنكم تشاركونا وجهة النظر هذه". قضية الشواذ جنسيًا قضية جدلية تخبو جذوة نارها فينة، وتعود لتشتعل فينة أخرى، وفي هذه المرة أثارها اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة في تصريحات إعلامية له على قناة بي إن سبورتس (beIn SPORTS) الرياضية خلال تحليله الفني لإحدى المباريات، انتقد خلالها ما يسمى بمجتمع "الميم"، والدعم الذي يقدمه الدوري الإنجليزي لهذه الفئة، مؤكدًا أن المثلية تخالف الفطرة البشرية، ودعا الرياضيين المسلمين اللاعبين في الدوري الإنجليزي إلى مقاطعة أي تظاهرات أو تجمعات تؤيد هذه الظاهرة، ففتح على نفسه سيلًا من الانتقادات من الصحف الغربية، ومن منظمات حقوق الإنسان، التي طالب بعضها بمعاقبة أبو تريكة وطرده من القناة! قضية المثليين تقدم مثالًا حيًّا وواقعيًا على الفساد الأخلاقي الذي وصل إليه العالم؛ فثقافة الشذوذ لم يكن يُجادل أحد في منعها، وكان من يُمارسها يتعرض لعقوبات شديدة قد تصل إلى القتل أو السجن أو الغرامة، فجاءت قوانين وضعيّة تفرض على الناس فرضا تقبل هذا الشذوذ باسم حرية المعتقد وحقوق الإنسان ومحاربة "العنصرية الجنسيّة"!، وإجبارهم مهما كانت مناصبهم وقوتهم على الاعتراف بحقوق الشاذين عن فطرة الإنسان السوي. انظر إلى تصريح بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة أمام مجلس حقوق الإنسان في مارس 2012؛ حيث يقول: "البعض يقول إن الميول الجنسية والهوية الجنسية قضيتان حساستان. وأنا أتفهم ذلك"، مضيفا: "ومثل الكثير من أقران جيلي، لم أنشأ وأنا أتطرق بالحديث إلى تلك القضايا، إلا أنني تعلمت أن أجهر بالقول في هذا الصدد لأنَّ هناك أرواحًا معرضة للخطر، ولأن من واجبنا بموجب ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن نحمي حقوق كل فرد في كل مكان". ويتضح من خلال تصريح بان كي مون أنه غير مُقتنع؛ بل ويشعر بالخجل عند حديثه عن هذه الظاهرة، إلا أنه مجبر ما دام يريد الحفاظ على منصبه أمينا عاما للأمم المتحدة. وما يؤكد ذلك هو تردد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في الاعتراف بحقوق المثليين وتجنبه الحديث عن هذه القضية، حتى خرج نائبه آنذاك والرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن، وأعلن صراحة عن تأييده لحقوق الشواذ جنسيًا، مما أحرج أوباما وجعله يعترف في مقابلة تلفزيونية بحقوق المثليين. ثم اعترفت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بشرعية زواج المثليين في جميع أنحاء البلاد يوم 26 يونيو 2015، ووصف أوباما ذلك بأنه "نصر لأمريكا"، وقد علق الرئيس الزمبابوي آنذاك روبرت موجابي قائلاً: "بما أن الرئيس أوباما يدعم زواج المثليين ويحمي مثليي الجنس، فأنا مُستعد إذا لزم الأمر الذهاب إلى واشنطن وطلب يده". وعلى ذكر ما أوضحته المسؤولة الروسية فالنتينا ماتفينكو، فإن هذه القضايا تُفرض على المجتمعات من الخارج، وتلزم الحكومات بتخصيص مقاعد لهؤلاء في الحكومة، ليصبحوا وزراء يحددون للمجتمع طريقة حياته، ويكفي أن تعلم أن وزير النقل الأمريكي الحالي بيت بوتجيج مثليّ، ومتزوج من رجل منذ عام 2018، وقد أعلنا قبل أشهر أنهما أصبحا أبوين بعد تبنيهما لتوأمين. هكذا نرى كيف تروج وتُفرضُ ثقافة المثلية الجنسية رغما عن الجميع، وليس خافيا عن القارئ الكريم ما يبث على منصة نيتفليكس ((Netflix عبر مسلسلاتها وأفلامها من ترويج سافر لثقافة المثلية الجنسية، فلا يكاد يخلو مسلسل أو فيلم على هذه المنصة الواسعة الانتشار من رجل يعشق رجلا أو امرأة تعشق أخرى، وتظهر هذه المشاهد، ويتلقاها المشاهد بكل أريحية وكأنها شيء طبيعي!! فيترسخ في ذهنه أن هؤلاء طيبون، ومتواضعون، وأخلاقهم عالية، وهم لا يؤذون أحدًا، وأن المجتمع يظلمهم بإقصائهم والتحيز ضدهم، وخصوصا الأطفال الذين تتبرمج أدمغتهم على التطبيع مع هذه الفئة الشاذة من البشر. إن علينا أن نُواجه كل هذه الأفكار الشاذة وغير السوية بكل ما أوتينا من عزم وإرادة، من خلال مواجهة هذه الأفكار دبلوماسيًا وإعلاميًا وتربويًا، وأن نُعزز القيم الأخلاقية الحقيقية في نفوس أبنائنا وبناتنا، قبل أن يأتينا الطوفان، ولنا أن نتذكر قول الله تعالى في كتابه الكريم عندما حلّ العذاب بقوم نبي الله لوط: "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ".

مشاركة :