باشاغا واجهةُ معارَضةٍ مزدوجةٍ للتمديد للدبيبة |

  • 12/27/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتصدر وزير الداخلية السابق والمترشح للانتخابات الرئاسية فتحي باشاغا واجهةَ معارضةٍ مزدوجة -محلية ودولية- للتمديد لحكومة عبدالحميد الدبيبة التي انتهت ولايتها في الثالث والعشرين من ديسمبر ولا تقبل بتسليم الحكم إلا لحكومة منتخبة. وظهر باشاغا السبت في فيديو، خلال لقائه عددا من الأشخاص الذين كانوا في استقباله عقب وصوله إلى مدينة مصراتة، ينتقد بشدة موقف بريطانيا من دعم حكومة الدبيبة ورفضها تشكيل حكومة جديدة. وتواترت أنباء خلال الأسبوع الماضي مفادها أن ميليشيات، محسوبة على الجماعة الليبية المقاتلة وترفض المصالحة، منعت طائرته من النزول في مطار مصراتة بعد لقائه في المنطقة الشرقية عددا من المترشحين الرئاسيين في مقدمتهم قائد الجيش المشير خليفة حفتر، واعتبرت الأمر “خيانة لدماء الشهداء”. وانتقد باشاغا قرار بريطانيا عدم الاعتراف بأي حكومة قبل الانتخابات المقررة، إلا حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، مضيفا أن الحكومة متهمة في العديد من ملفات الفساد. وقال باشاغا “بريطانيا تدافع عن حكومة رائحة فسادها وصلت إلى أوروبا وقطر والإمارات والأردن والمغرب”. وهاجم المترشح الرئاسي الحكومة وقال إنها “تغرق في فساد يقود إلى إفلاس ليبيا”، مضيفًا أن “بريطانيا تدافع عن حكومة الوحدة الوطنية، رغم هذه الشبهات، بينما لدى لندن أفضل معايير مكافحة الفساد”. ويقول مراقبون إن الصراع في ليبيا صار محصورا بين تيار يقوده باشاغا ويضم فصيلا من الإخوان يتبنون مواقف معتدلة مثل محمد صوان، والتيار المدني في مصراتة ممثلا في نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق المنحدر بدوره من مصراتة، وحفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح وسفير ليبيا السابق في الإمارات عارف النايض وغيرهم… من جهة، وتيار يقوده الدبيبة ويضم المحسوبين على الجماعة المقاتلة (أو ما يسمى بـ”تيار المفتي”، نسبة إلى المفتي المقال الصادق الغرياني) وأنصار النظام السابق من جهة أخرى. ويتهم الليبيون حكومة الدبيبة بتأجيل الانتخابات، خاصة بعد أن سمحت بانتشار الميليشيات في مداخل العاصمة طرابلس قبل أيام على حلول موعد الانتخابات، وهو ما بعث برسائل تهديد إلى مفوضية الانتخابات أجبرتها على عدم الإعلان عن قائمة المترشحين. ويقول مناوئون للدبيبة إنه يريد إما انتخابات يشارك فيها مستغلا وجوده في السلطة لاستمالة أصوات الليبيين -رغم تعارض ترشحه مع المادة 12 من قانون الانتخابات التي تقول إنه على كل مترشح أن يستقيل من منصبه قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات، وهو ما لم يقم به الدبيبة- أو استعادة سيناريو حكومة فايز السراج التي انتخبت لمدة سنة واستمرت أربع سنوات. وقالت السفارة البريطانية في ليبيا الجمعة إنها ستواصل الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية كسلطة مكلفة بقيادة ليبيا حتى الانتخابات، مؤكدة أنها “لا تؤيد إنشاء حكومات أو مؤسسات موازية”. ويتعارض الموقف البريطاني مع مواقف الغرب بقيادة الولايات المتحدة الذي يميل إلى تعيين سلطة جديدة تنهي سطوة تركيا وروسيا على المشهد السياسي في البلاد. وبدا التنسيق واضحا بين تركيا وبريطانيا؛ حيث أكدت وزارة الخارجية التركية أنه لا يجب أن يحدث فراغ في الشرعية والسلطة في ليبيا إلى حين تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات. وكان سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند قد أكد في تدوينة ضمن صفحته على تويتر عقب لقائه الدبيبة الأسبوع الماضي أن على المترشح للانتخابات أن يقود حملته الانتخابية من خارج منصبه، في إشارة واضحة إلى رفض الولايات المتحدة استمرار الدبيبة في السلطة.

مشاركة :