سنة بعد سنة تتغير لوائح أسماء خريجي الثانوية العامة، وتبقى المشكلة الرئيسية التي يواجهها الطالب اختيار التخصص الذي سيدرسه لافتقار خريجي الثانوية للخبرة والمعرفة الكاملة بنوعية التخصصات الجامعية. وفي الطرف الثاني تتدخل الأسرة لفرض التخصصات على أبنائها، دون النظر لطموح الطالب ورغباته حتى لو كان التخصص المرغوب أسرياً لا يتوافق مع قدراته وإمكانياته العلمية والنفسية. الخليج أجرت مقابلات مع بعض الطلبة والمسؤولين وأصحاب الشأن للوقوف على أهم الأسباب التي أدت إلى وجود هذه المشكلة لتصبح ظاهرة، يعانيها الطلبة سنوياً: قال عمر أحمد سمير خريج ثانوية عامة، إنه زار جامعة الشارقة وأحب مبانيها وأجواءها الدراسية والتعليمية والترفيهية، وتعرف الى مختلف التخصصات المتوفرة في الجامعة، واقتنع بدراسة إدارة الأعمال لمهارته العالية في المحاسبة والرياضيات، ويطمح في المستقبل القريب أن يكمل دراسة الماجستير في كندا أو أمريكا لتوفر فرص المنح أكثر في هذه الدول ولسهولة الحصول عليها. بينما قالت مريم إبراهيم خريجة ثانوية عامة، إنها ترغب بدراسة تخصص التصميم والأزياء لمحبتها للموضة وتصميم الملابس، ولكن لم تجد تشجيعاً من قبل أسرتها لرغبتهم في التحاقها بكلية الهندسة لحصولها على معدل مرتفع في الثانوية، لافتة إلى انها في حيرة من أمرها، بين ما تحلم به وما تحبه عائلتها. ولفت عبدالله زياد صادق خريج ثانوية عامة، إلى أنه لسوء ظروفه أسرته الاقتصادية والصعوبة التي قد يواجهها في الحصول على العمل، بحث عن طريق الإنترنت على جامعات في مختلف الدول الأجنبية وتراسل مع بعضها وأرسل لهم شهادته وجميع المتطلبات الأخرى للحصول على منحة وهو حالياً ينتظر الرد. وقالت دانا قنديل خريجة ثانوية عامة، إنها سوف تكمل دراستها الجامعية في بلدها حيث ترغب بدراسة القانون، وتشعر بسعادة كبيرة لاقترابها من تحقيق هدفها، ولن يتوقف حلمها فقط بدخولها الجامعة بل ستكمل حتى تحصل على الدكتوراه. ميول الأبناء في الدرجة الأولى ورأى بعض الأهالي أن ميول أبنائهم تكون في الدرجة الأولى ومن ثم يبدأ دورهم في إرشادهم وتوجيههم للطريق الصحيح. ومن جهتها قالت أنعام الأطرش: إن ابنتها أنهت اختباراتها وفي انتظار النتائج وتأمل أن تحصل على معدل مرتفع لرغبتها بدخول الطب، وأكدت دعمها المستمر طوال العام الدراسي، وتشجيع ابنتها لدراسة ما ترغب به وتحبه دون أي ضغوط من قبل والديها. بينما قال صفوان أحمد: إن ابنه يميل للمواد العلمية ويتصف بالذكاء وإنه مثابر على الدراسة، ولكن واجهته حيرة بأي تخصص يلتحق، وللأسف لم يكن له أي معرفة سابقة بالتخصصات، فجلست معه وأقنعته بدراسة هندسة الاتصالات لما لها من مستقبل وأنها مطلوبة في سوق العمل. الوعي الفكري للمجتمع المحيط وبخصوص العوامل التي تلعب دوراً في اختيار الطالب تخصصه، يقول الدكتور علي الحرجان المختص في علم النفس: هنالك عوامل تلعب دوراً كبيراً في تحديد اختيار الشخص لتخصصه الجامعي أهمها الوعي الفكري للمجتمع المحيط. ومن جانب آخر لا يمكن أن نبعد النظر عن العائلة في المجتمعات العربية لما لها من تأثير ودور حاسم في تحديد نوعية التخصص الدراسي حيث إن معظم الأهالي يرغبون في أن يكون أبناؤهم في الدراسات الطبية والهندسية. وأضاف أنه من جهة أخرى يلعب المجتمع دورا كبيرا في الجانب النفسي لدى الطالب لرفض المجتمع بعض المهن ذات الدخل القليل وبعض المجتمعات تدفع الطالب إلى التوجه للكليات ذات المردود المادي والسمعة الاجتماعية المرموقة. وأكد أن أكبر الأخطاء التي من الممكن أن يرتكبها الأهل بحق أبنائهم هو اجبارهم على اختيار تخصص جامعي فوق طاقاتهم وتحطيم طموحهم، فكل طالب يرغب بتحديد مستقبله المهني عن طريق تخصصه الجامعي الذي يتوافق مع رغباته وقدراته، فمثلاً الشخص الخجول والحساس الذي لا يملك القدرة على مواجهة الناس، لا يستطيع أن يدرس الإعلام ويظهر على شاشات التلفاز ويقود الحوار بين الضيوف. ولفت الى أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات رياضية عالية ويتصفون بالبديهة والذكاء يمكن أن تناسبهم المهن الإدارية والحسابية، فعلى الأهل أن يدركوا ما هو ميول أبنائهم ويتركوا باب النقاش وتبادل الآراء مفتوحاً. جولة لوفود جامعية على المدارس قال الدكتور عبدالحق النعيمي مدير إدارة شؤون الطلبة في جامعة عجمان: قبل أن ينهي طالب التوجيهي عامه الدراسي نقوم بزيارة المدارس على مستوى الدولة، وتبدأ جولتنا من شهر مارس/ آذار إلى شهر مايو/ أيار ونعطي نبذة عن الجامعة وشرحا لجيمع التخصصات عن طريق عرض مرئي لتعريف الطلاب بمرافق الجامعة، والعاملين فيها من أساتذة وإداريين ومشرفين، وأهم انجازاتها ومميزاتها. وأضاف في المقابل تستقبل الجامعة من 20 إلى 30 مدرسة سنوياً عن طريق رحلات منظمة لإعطاء الصورة الكاملة للجامعة، ويتم من خلال هذه الرحلة زويد الطلبة بكافة المعلومات والإجراءات التي تتخذها الجامعة مع الطلاب الجدد. وأكد أنه قبل بداية التسجيل تقوم الجامعة باختيار يوم يجتمع فيه ممثلون من كل كلية مع المرشدين لاستقبال الطلاب وإعطائهم النصائح اللازمة وشرحا مفصلا لكل كلية، ويتم إجراء فحص طبي لكل طالب للتأكد من صحته وخلوه من الأمراض المعدية وحالة قبوله ترسل رسالة نصية على جواله. وفي اليوم الدراسي الأول نستقبل الطلاب بكلمة ترحيبية ويعرض لهم فيلم تسجيلي عن الجامعة ومرافقها من ناد صحي، وسكن الطلاب، وملاعب رياضية والتخصصات المتوافرة، ومن ثم يأتي دور المرشد الأكاديمي بالاجابة عن أي تساؤلات يطرحها الطلاب. دور المرشد الأكاديمي قالت سلمى البطة سكرتيرة مدرسة الأكاديمية الملكية، إن المرشد الأكاديمي يجتمع مع الطلاب في آخر السنة الدراسية ويستمع إلى رغباتهم وما يطمحون به في المستقبل وماهي توجهاتهم ورغباتهم، وبناء على ذلك يعمل جدول لزيارة كافة الجامعات والكليات التي تتوافق مع ميول الطالب ورغباته. وقالت شيخة سلطان مديرة مدرسة سمية بنت الخياط للتعليم الأساسي والثانوي إن مدرستها تمنح التوجيه الكامل لكافة الطالبات في مرحلة الثانوية العامة المقبلات على دخول الجامعة، والإرشاد الأكاديمي من قبل وزارة التعليم العالي، ومن خلال المعلمات اللاتي يدرسن المواد العلمية والأدبية لمعرفتهن بقدرات الطالبات من خلال نتائجهن وتحصيلهن الدراسي. كما أضافت أن المدرسة تقوم باصطحاب الطالبات لزيارة الجامعات ومعارض التوظيف وتعريفعهن بالاختصاصات الموجودة وماهي متطلبات كل كلية، كما تنصحهن بدراسة التخصصات المطلوبة في سوق العمل.
مشاركة :