كيف تأسس وادي السليكون؟ - عبدالله مغرم

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حتى خمسينيات القرن الماضي كان الساحل الشرقي للولايات المتحدة مركز تطور صناعة الحاسوب ولم يكن للساحل الغربي حضور يذكر، ولحسن الحظ أن عميد كلية الهندسة بجامعة ستانفورد فريدريك تيرمن لم يكن سعيداً بأن تغادر مخرجات الجامعة للعمل في الساحل الشرقي كونها لا تجد فرصاً في كاليفورنيا والساحل الغربي عموما فقرر أن يتحرك وأن يبادر بالقيام بعمل ما لإيجاد فرص عمل لمخرجات الجامعة. كانت البدايات بأن حث اثنين من طلبته على تأسيس شركة وهما ويليام هيلويت وديفيد باكارد وأسسا شركة إتش بي العملاقة المتخصصة في صناعة الحواسيب، وحرص على مد يد التعاون مع القطاع الخاص في مراجعة الأبحاث الأكاديمية للتأكد من ملاءمتها لمتطلباتهم، وأسس برامج تعليمية بدوام جزئي لموظفي القطاع الخاص للالتحاق بها فضلاً عن حديقة ستانفورد الصناعية وهي عبارة عن تأجير مساحات تملكها الجامعة للقطاع الخاص لتأسيس مكاتب، وكنتيجة لهذه الأعمال تحولت جامعة ستانفورد إلى بيئة هندسية حاضنة للشركات وتحول اسم وادي سانتا كلارا إلى وادي السليكون. وخلال العقود الثلاثة الماضية وبعد دور ستيف جوبز وبيل جيتس في تطوير صناعة الحواسيب والبرمجيات، تطور تبعاً وادي السليكون في سان فرانسسكو، وحرصت مدن كثيرة داخل الولايات المتحدة ودول أخرى عدة على استنساخ تجربة وادي السليكون وتأسست عشرات أودية السليكون في الشرق الأقصى وأوروبا والولايات المتحدة، وتعد تجربة مدينة المال والأعمال نيويورك ثاني أهم تجربة ولكن النتائج تعد متواضعة بعض الشيء حيث تأسست 7 آلاف شركة وضخت 100 ألف فرصة عمل في العام 2013، بينما نجح وادي السليكون في سان فرانسيسكو في أن يكون البيئة الحاضنة لريادة الأعمال وتأسست آلاف الشركات وضخت قرابة مليون ونصف المليون فرصة عمل موزعة عبر 28 مدينة تشكل جميعها وادي السليكون. نجاح وادي السليكون نتاج رؤية واضحة وخروج جامعات كاليفورنيا من نطاق التعليم النظري ويحسب كذلك لجامعة كاليفورنيا بروكلي مساهمتها في ضخ مخرجات تعليم متميزة للعمل في وادي السليكون وليس فقط جامعة ستانفورد بالرغم أن الأخيرة ساهمت بدور رائد في تطوير وادي السليكون وبخاصة في البدايات. إذاً كان قدر الولايات المتحدة والعالم أن يساهم عميد كلية الهندسة الأسبق بجامعة ستانفورد فريدريك تيرمن والملقب ب "أبو وادي السليكون" في تطوير ريادة الأعمال وإنشاء شركات وفرص عمل عالية في نطاق جغرافي محدود في زمن وجيز نسبياً. ويبقى سؤال الرؤية الواضحة وجرأة القيادات التنفيذية على التجربة والتطوير المحك في صناعة أفكار ومشروعات ذات عائد اقتصادي وإبداعي على غرار تجربة وادي السليكون.

مشاركة :