حوار الأديان والثقافات بجدة يدعو لحظر لغة التحريض من وسائل التواصل

  • 12/29/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جدة أمس، إلى التسامح ونبذ التعصب، وحظر لغة الكراهية والتحريض من وسائل التواصل الاجتماعي، والانخراط في حوار بناء من أجل بناء السلام وتحقيق الأمن والاستقرار، وشددت على ضرورة نشر ثقافة التعايش بين الناس بما يخدم البشرية وحذرت من أزدراء الآخر أو السخرية منه، وحظي اللقاء الذي نظمه الصالون الثقافي بنادي أدبي جدة، و انطلاقاً من رؤية وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في بناء مجتمع معتدل قادر على نشر قيم التسامح والاعتدال من خلال الحوار بين الثقافات، دعت الوحدة منسوبي الجامعة لحضور الأمسية الذي حظي بحضور استثنائي لكوكبة من المفكرين والأكاديميين والمثقفين والشخصيات العامة، التي تفاعلت مع الأراء التي طرحتها الضيفتين، الدكتورة هيا حرقان، والدكتورة بسمة جستنية . وأدارالحوار الأستاذة مها عقيل. وقد شارك رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الدكتور عبد الله صادق دحلان، وسط مداخلات عديدة أثرت الحوار. وأشارت مها العقيل إلى الجدل العنيف الذي يثيره البعض حول المشاركة في مظاهر أعياد ومناسبات ديانة أخرى، وقالت: لابد أن نفهم ونتقبل الاختلاف في وجهات النظر حول موضوع يبدو لنا واضح ومبدئي، كلها ملامح لأهمية الحوار بين الثقافات واتباع الأديان لتقريب المفاهيم وتوضيح اللغط حول بعض المعاني والوصول الى التعايش السلمي والتسامح واحترام التنوع والاختلاف، لافتة إلى النهج الإسلامي منذ فجر الرسالة المحمدية في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالقول الحسن والتي هي أحسن. وشددت على مبدأ التعايش السلمي والتعامل حتى مع الكافر في الآية الكريمة "لكم دينكم ولي دين"، وأكدت أن "الحوار أصل من أصول الدعوة الإسلامية ونهجا حضاريا، وهو ما اتبعته السعودية عبر تاريخها من خلال الوسطية والاعتدال والحوار"، مشيرة إلى أن عالم اليوم مليء بالفتن ولغة الكراهية والتحريض على الاخر، التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتناقلها الناس بدون وعي أو ادراك لما لها من تبعات وتأثير في المجتمع، لذا لابد من الحوار البناء ليصبح ثقافة وأسلوب حياة من أجل بناء السلام وتحقيق الأمن والاستقرار". وقدمت استاذة العقيدة بجامعة أم القرى الدكتور بسمة جستنية ملخصاً لوثيقة مكة المكرمة التي تدعو للتسامح والتعايش بين الناس، وأشارت إلى أنه لا يوجد حوار أديان، بل هو حوار أتباع الاديان، مشيرة إلى أن الدين واحد منذ ان خلق الله الارض ومن عليها، حيث تعددت الرسالات و الرسل ليأتي خاتم الرسل بدين التسام، مشيرة إلى أن التسامح بدأ منذ أن أتي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دعا للدين بالحكمة والموعطة الحسنة. وقالت: لابد أن نتوقف عن نداء الآخر و الحديث عنه فهناك لايوجد آخر بل هناك أخي الانسان، الأخ في الآدمية بعيداً عن المذاهب و الاديان، وحين نتحدث مع الآخر فلندعوه باسمه دون الحاجة الى المرجعية الدينية و المذهبية والحكم المسبق، فقد قال الله تعالي "وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله إتقاكم". من جهتها، لفتت استاذة دراسات الشرق الأوسط الدكتورة هيا حرقان إلى المبادرات الوطنية والمؤتمرات التي قدمت لتعزيز الحوار و نشر ثقافة التعايش بين الناس بما يخدم الانسانية، واستعرضت حديث المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومقولته الشهيرة (نعتز بهويتنا)، حيث أوصى باحترام الجاليات والتسامح، مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف، وقالت: نؤمن بأن الدين عند الله الاسلام، وواجبنا إن يرى العالم بمختلف معتقداته الاسلام في تسامحنا وتقبلنا للآخر، وتعاملنا مع الجميع، فقد كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يتعامل مع اليهودي، وسمح للنصارى باداء صلاتهم أثناء اجتماعه بهم، وكان يدعو ملوك الفرس بألقابهم التي أحبوها في دليل على تسامحه ونشر السلام في المجتمع الواحد . وأكد رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور عبد الله صادق دحلان، أن الحوار يبدأ من السنوات الاولى في المدارس ولابد ان يتعلمه الاطفال حتى يتحقق بناء مجتمع يقبل الحوار و يتقن الاستماع، فيما شدد اللواء الدكتور محمد مصطفى الجهني على ضرورة تعليم الأبناء حرية الرأي والنقاش ووجود الحجة على ما نقول و أن نناقشهم بالمعطيات و البراهين وليس بالاعراف والمعتقدات القديمة دون الرجوع للحقائق التي أتت في الكتاب والسنة، وتساءل: لماذا لا نبتعد عن اعطاء الناس القاب دينية تثير الحقد؟ فبدل ان نقول مسيحي مثلا نقول من أهل الكتاب. وأوضح حسين عقيلي إلى أن تعليم الحوار يبدأ من نبذ فرض الفوقية بين الابناء والسماح لافراد البيت الواحد بالنقاش والحوار الذي يؤدي الى التعايش السلمي الصحي السعيد بين افراد البيت الواحد، ولفتت رئيسة وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال الدكتورة ضحى أبو السعود، إلى أن سياسة الجامعة تركز على تعزيز تعلم أسس الحوار، بهدف بناء جيل جديد يتقن ثقافة الحوار والانصات. هذا وقد حرصت وتحرص الجامعة دائمًا على التواجد في الأمسيات الأدبية والثقافية وجميع ما تقدمه المملكة من أنشطة لتعزيز ثقافة الحوار بين الأفراد والمجتمعات والثقافات ، لنكون قادرين على تحقيق الأهداف السامية التي تقوم على أساس حوار الحضارات ، واحترام التنوع الثقافي باعتباره سبيلاً للتعايش بين الأفراد والمجتمعات . هذا و تفضل الدكتور عبد الله صادق دحلان مشكورًا بتسليم الدروع للمشاركات في الندوة

مشاركة :