«باب رزق»: المهمَّشون والبسطاء يتحايلون من أجل لقمة العيش

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة ـ رويترز تحت شعار «تحايلوا.. تعيشوا»، تجسد رواية «باب رزق» حياة البسطاء والمهمشين، في عالم يرى فيه كثيرون القتل والسرقة والبلطجة أساليب مبررة لكسب العيش، فيما لا يجد الفقير الجاهل غير القادر على ارتكاب مثل هذه الجرائم، سوى الاحتيال والنصب والتسول لكسب لقمة عيشه، حتى لو فعل هذا باسم الدين. ربما تكون هذه الخلاصة التي يظن القارئ أنه انتهى إليها مؤلف الرواية المفكر والروائي المصري عمار حسن، لكن العمل الأدبي الصادر في 278 صفحة عن دار نهضة مصر للنشر جدير بقراءة أكثر عمقا في ثنايا الرحلة من البداية للنهاية، للوقوف على التفاصيل ومدلولاتها. تتناول الرواية قصة الشاب رفعت الحاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة الذي يأتي من الصعيد إلى القاهرة لاستكمال دراسته العليا، لكن لضيق ذات اليد يسكن في منطقة «تل العقارب» بحي السيدة زينب، حيث الحياة العشوائية والصراع الضاري لكسب العيش بشتى السبل. يستقر الحال برفعت في حجرة عفنة فوق سطح بيت متهالك يملكه عبدالشكور.. ذلك الرجل الذي انتزعت الحياة صحته وصوته الرخيم واستبدلتهما بالدهاء والمكر. عبد الشكور لم يعد قادرا على العمل وكسب الرزق، لكن ثروته الحقيقية تكمن في أبنائه الأربعة الذين يقول عنهم «علمتهم يجيبوا القرش من الهوا». الابن الأكبر «أبو عوف» منادي سيارات و«حسونة» محتال و«عزازي» بائع مناديل أما «سميرة»، فتبيع الزهور للعاشقين على كورنيش النيل. ويلقي كل منهم نهاية كل يوم حصيلة شقائه في حجر الأب الثعلب. تدور قصة حب بين سميرة ورفعت الذي جاء من بلده مدفوعا بالشغف لدراسة الفلسفة، والبحث عن مستقبل أفضل وأيضا ليثبت لأصدقائه وأبناء بلدته الذين عايروه بعجز الفلسفة عن «فتح بيت»، أنها هي أم العلوم، وقد تكون الطريق للشهرة والمجد. ومع تطور الأحداث، يظهر المقابل الطبيعي لشخصية رفعت المسالمة الحالمة، متجسدا في «سعد سلطة»، ذلك البلطجي الذي اكتسب اسمه من صلته برجال شرطة فاسدين، ويخشاه أبناء «تل العقارب». وتكمن العقدة الحقيقية في تنازع الاثنين على حب سميرة وتحايلهما للفوز بقلبها. تتشابك الأحداث وتتقاطع السكك لكنها تظل جميعها تدور في فلك «التحايل» .. يتحايل أبناء عبدالشكور على فقرهم وجهلهم بكسب عيشهم من فتات الناس، رغم رغبتهم في امتهان أعمال مستقيمة، ويتحايل رفعت على قلة المال بامتهان التسول بزي شيخ أزهري في المواصلات العامة، وامتهان مداهنة المعزين أمام المساجد وسرادقات العزاء. ويواسي رفعت نفسه قائلا «آه يا غايتي النبيلة كم أدفع في سبيلك كل غال ونفيس أو كنت أحسبه هكذا قبل أن تجرفني المدينة إلى بحرها الذي لا قرار له ولا شاطئ». وعن لغة الرواية وتوظيفها في خدمة السرد، قال المؤلف: «أميل إلى الكتابة بالفصحى دوما ولا أستعمل العامية إلا للضرورة القصوى، وأحل هذه المعضلة أحيانا باستخدام الفصحى البسيطة أو ما يسميها نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم .. اللغة الثالثة».

مشاركة :