«عالم خفي».. تكشف غموضه التشكيلية جمان النّمري

  • 12/29/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«عالم خفي» عنوان المعرض الذي تقيمه التشكيلية الأردنية جمان النّمري في صالة «جاكاندرا» في عمّان، حتى 15 يناير 2022، ضمن عالم استثنائي يتكئ على منطق السّرد الروائي بوساطة الرّيشة واللون، فكل لوحة من لوحاتها الـ 40، تسرد قصة، تنتمي إلى أجواء مستوحاة من غموض البحر، الذي يحتوي كل قصصها، الملوّنة بتدرجات الأزرق والرمادي والأسود والأخضر، والذي يبدو أكثر قوة حينما يكون مخضباً بزرقة خجولة. البحر عند النّمري عذب ورقيق مثل سلاسة ونعومة ريشتها، وهو أيضاً مكتظ بكائنات «تتنفسه»، وخاصة أعمالها التي تصوّر المرأة في حالات مختلفة من الفرح والحب والحزن والصمت والقوة، ولا سيما قوتها حينما تدين القوانين والموروثات بأكثر من منظار، ولعل التلقائية التي ترسم بها عوالمها وتقصّ فيها قصصها، تدفع إلى النّظر إلى هذه السرديات وكأنها واقعية ومستقاة من حياة بطلاتها، نساء نادراً ما يشبهن الحوريات، كما يصورها غالباً المخيال الذكوري. ثيمات وأشياء وأماكن ومشاعر متداخلة كثيرة في هذا المعرض الذي يحيل إلى فضاءات الحياة، فهنا حضور غير مرئي لكل من: الكراسي والأطفال والمهرجون، وعرائس البحر، والنساء بسحر غموضهن، وكأنها جدلية المسرح، حينما يشارك المتفرج في الحالة المسرحية على الخشبة. وتقول النّمري «أشبّه علاقتي بالحياة كالسّمكة التي تعيش في فقاعة كبيرة، إن خرجت منها قد تختفي، في الصيد كما الحب كما الحياة تتشابه المرأة والسمكة في معنى واحد للروح والعطاء غير المشروط والخير والرزق، فتعيش الروح التي في داخلي في فقاعتها سعيدة غير مبالية بوقوعها في شبكة الوهم والخيال». والمرأة في أعمال النمري الحائزة منحة الإبداع الدولية من مركز «لاريكتوريا» الإسباني، قوية وتمتلك القدرة، كما السمكة، على الانزلاق خارج شباك الصياد، ثم نلمحها في ثنائية باهرة على طريقة السرد، حينما تتسطّر في ثنائية «الصياد والطريدة» في آن واحد، ولعل ذلك من أجمل التصويرات الفنية في التشكيل المعاصر.

مشاركة :