قال الدكتور عمر المحمد، الباحث المتخصص في الشأن الاقتصادي، إن تراجع سعر الليرة التركية أثر سلبًا على قطاع الطباعة والنشر في تركيا. وأضاف المحمد، خلال لقاء له بقناة الغد، اليوم الجمعة، أن تركيا تعتمد على استيراد أوراق الطباعة من دول عدة من بينها الصين، واضطر تاجر الورق إلى إعادة تسعير الورق مجددًا بعد انهيار سعر العملة المحلية أمام الدولار. وأوضح أن بعض التجار لجأ إلى رفع سعر الورق لتحقيق المكسب السريع، الأمر الذي أصاب سوق بيع الكتب بالركود، ما اضطر شركات الطباعة إلى ترويج الكتب إلكترونيًا. وأكد الباحث المتخصص في الشأن الاقتصادي، أن البنك المركزي التركي يحاول جاهدًا كبح جماح انخفاض قيمة الليرة مقابل العملة الأجنبية، في ظل تراجع الاحتياطي النقدي للعملة الأجنبية من 21.2 مليار دولار، إلى 12.2 مليار دولار خلال شهر سبتمبر الجاري. ويمر قطاع طباعة ونشر الكتب في تركيا بفترة صعبة بسبب التراجع الذي شهدته الليرة التركية، إذ يجد الناشرون -الذين يعتمدون بشكل كبير على الورق المستورد- أنفسهم مجبرين على رفع أسعار الكتب ويخشون انخفاض المبيعات. ويؤكد الناشرون الأتراك أن أسعار الورق ارتفعت بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف، وبات من الصعب بيع الكتب بأسعار أقل، وهو ما أقلق الناس حول قدرتهم على شراء الكتب. كما قدّمت بعض دور النشر التركية اعتذارا للقراء لعدم طبعها بعض الكتب الصادرة حديثا بسبب ارتفاع كلفة الطباعة. وتستورد تركيا كميات من الورق تقرب قيمتها من 3 مليارات دولار سنويا، وفق دراسة أجرتها غرفة التجارة في إسطنبول عام 2018، كما أعرب بعض الخبراء عن قلقهم من أن يؤدي إضعاف القطاع إلى زيادة التراجع الثقافي.
مشاركة :