شهدت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان أبوظبي للعلوم 2015، في حديقة المشرف المركزية في أبوظبي، لليوم الرابع على التوالي، ازدحاماً غير مسبوق، حيث توافدت أعداد كبيرة من الزوار، رجالاً ونساء وأطفالاً، من جميع الفئات العمرية ومختلف الجنسيات بالدولة، مواطنين ومقيمين، واصطحبوا معهم أطفالهم لدخول ومشاهدة العروض العلمية وورش العمل الملهمة التي تحفز وتصقل مهاراتهم. وأُعدت الورش المقامة في عدد من الخيم، واحتوت على كثير من الأنشطة المتنوعة ونالت إعجاب الزوار وتفاعل معها الأطفال والطلبة وأولياء الأمور. كما حازت اهتمام الكبار والصغار الذين تعرفوا إلى آفاق جديدة تشجع الطلاب على الابتكار، ما يتيح لهم الفرص لتعلم ومواكبة التطورات في المجتمع والحياة. وحمل مهرجان أبوظبي للعلوم، المصمم لتحفيز الفضول العلمي لدى أطفال الدولة وتعزيز اهتمامهم بمواد العلوم والتكنولوجيا، مجموعة متميزة من المعروضات التفاعلية وورش العمل الممتعة والعروض العلمية الشيقة، والتي تساعد على صقل مهاراتهم وتنمية مواهبهم بما يتماشى مع الرؤى الطموحة للدولة والداعية إلى اقتصاد المعرفة. ويجمع المهرجان في دورته، بين التجارب التعليمية والترفيه واللعب، إذ صممت تلك التجارب للأطفال من جميع الفئات العمرية عبر ورش عمل ممتعة ومعروضات تفاعلية وعروض شيّقة. وبعد تسجيله نحو نصف المليون زائر منذ انطلاقته الأولى، يواصل المهرجان في دورته الجديدة مهمته بتحفيز أجيال الغد على الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا. وهذا العام، يقدم المهرجان أفضل التجارب العملية غير الرسمية لأطفال الإمارات من خلال شراكته لبرمجة المحتوى مع مهرجان أدنبرة الدولي للعلوم، أول مهرجانات العلوم وأحد أكبرها على مستوى العالم. وإلى جانب الأنشطة المحبوبة التي تعود مجدداً بعد الإقبال الجماهيري الواسع الذي شهدته في الدورات السابقة، يقدم المهرجان إضافات نوعية جديدة في برنامجه، إذ تتيح استكشاف عوالم جديدة في مجال الروبوتات والتشفير وعلوم الفضاء وغيرها. ومن ورش العمل الجديدة المتميزة هذا العام اثنتان فريدتان هما نجوم أبطال الليجو التي تقدمها شركة توازن الراعي المقدّم للمهرجان، ومحطة الفضاء التي تقدمها وكالة الإمارات للفضاء في إطار جهودها لإلهام أطفال الإمارات بتجارب علمية متميزة. وقدم مهرجان أبوظبي للعلوم فعالية محطة توقف سيارة الهيدروجين التي تقدمها هندسة، يتعلم الأطفال كيفية تصميم سيارة عاملة بوقود الهيدروجين في مسابقة مثيرة. كما يتعرفون إلى مبادئ القوى والحركة والاحتكاك والهندسة والديناميكا الهوائية خلال بنائهم لقطار الشحن الخاص بهم في ورشة العمل العملية سكة الصواريخ التي تقدمها مؤسسة ووندرسترك للحلول الهندسية خلال المهرجان. وبإمكان الأطفال أيضاً استكشاف مصدر لا محدود له للطاقة من حولنا، مع فعالية مقدمة عن الإشعاع من تقديم زيرو أوم، حيث يتعلمون التعامل الآمن مع المصادر المحيطة بهم من الإشعاع غير الضار ضمن ورشة علمية تفاعلية بامتياز. وفي ورشة لجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، استكشف الأطفال النصائح التوعوية فيما يتعلق بالممارسات الصحية في التداول الغذائي، وكيفية التعامل مع التسمم الغذائي ومنع حدوث التسممات وسوء التخزين للكميات الكبيرة من الأغذية في المنزل، خصوصاً في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى إفساد الأغذية من المواد الجافة والمعلبات. وتقول آية راشدي، من جامعة أبوظبي ومرشدة علمية في مهرجان أبوظبي للعلوم والتكنولوجيا، إن الورشة قدمت نصائح للأطفال والطلبة أهمها ضرورة غسل وتجفيف اليدين قبل تحضير الأغذية خصوصاً عند تداول الأغذية اللينة مثل اللحوم والدواجن والبيض، وأشارت إلى أن المرشدين أكدوا للأطفال والطلبة خلال الورشة على ضرورة الاهتمام بالجوانب الصحية المهمة لتفادي انتقال البكتيريا من الأيدي إلى الأطعمة، إضافة إلى حفظ المشتريات المبردة والمجمدة في السيارة من الداخل في جو مكيف وعدم حفظها في الصندوق الخلفي للسيارة منعاً لفسادها، وتفهم الطلبة وذووهم النصائح والإرشادات، وتجاوبوا كثيراً مع الورشة التي تعتبر مهمة للجميع. وشهدت ورشة الرسم بالضوء، أعمالاً ونشاطات تفاعل معها الأطفال والطلبة استكشفوا خلالها كيفية الرسم بالضوء، وتعرفوا من خلالها إلى نشاطات تمكنهم من ممارسة الرسم في المنزل بواسطة مصباح ملون، وقدم الطلبة تجارب إبداعية عملية أعجب بها ذووهم. وتضمنت الورشة بعض الأغراض والعلامات التي استخدمت مثل المواد الفكلورية والمشعة، والتي تمتص لوناً واحداً من الضوء (وفي هذه الحالة الأشعة الفوق بنفسجية) إلا أنها تستطيع تخزين الطاقة الناتجة عن الضوء لفترة قصيرة، فتشبع هذه المواد حتى بغياب الضوء فوق البنفسجي. واحتوت بعض الورش على برامج خاصة بالموهوبين لإلهام جيل الناشئة في الدولة، وتشجيعهم على اختيار مسارات علمية ومهنية مستقبلية. كان من أهمها فعالية مبتكر، وهي احتفالية أو معرض للفن التشكيلي، يقدمه الأطفال والطلبة، وتمثل تلك اللوحات صوراً من طبيعة حياة الحيوانات ونشاطاتها اليومية، وخصوصاً الحيوانات البحرية التي يكتشف خلالها الزائر الأعماق الغامضة داخل المحيطات والمملوءة بالمتعة والذهول. وتستعرض تلك اللوحات الفنية التراثية متعة الغوص في البحر، بحثاً عن اللؤلؤ وحياة المرجان في الدولة، وأين تعيش، إلى جانب أجزاء من الحياة اليومية في الدولة، مثل الأكلات التراثية وسبل الحياة ونمط العيش. كما تستعرض اللوحات طرق البحث عن الكائنات في أعماق البحار، والعمل من أجل إخراجها لكشف عن المعالم الخفية والسرية، كما قدم الطلاب صوراً مذهلة تترجم معاني الإبداع والابتكار في عالم البحار. محطة الفضاء تأخذ هذه الورشة التفاعلية التي تقدمها وكالة الإمارات للفضاء أطفال المهرجان في رحلة نحو المستقبل، إذ يبحث رواد الفضاء الذين نجحوا في العيش على كوكب المريخ، عن متطوعين للمشاركة في مهمة فضائية خاصة جداً. ويمكن للمشاركين أن يصبحوا قادة مركبات فضائية، ويتعلموا كيفية التحكم في الآليات التي تتنقل على سطح المرّيخ، وتجمع المعلومات عن سطح وتضاريس الكوكب الأحمر. ويأخذ الأطفال عينات من الأتربة والصخور من مواقع مختلفة متخطين العديد من العقبات والتحديات. وتختتم ورشة العمل بتحليل تلك العينات في مختبر العلوم ضمن محطة المرّيخ الفضائية، للتعرف على أسرار الكوكب وأشكال الحياة الممكنة عليه. وتعرف ورشة عمل محطة الفضاء المشاركين بعلم الأحياء الفضائية وأسرار الفضاء، إذ يستكشفون مبادئ الجيولوجيا والتقنيات المستخدمة لدراسة الصخور وعيّنات التربة. .كما يطّلع الأطفال على المبادئ الهندسية والتكنولوجية المستخدمة في استكشاف الفضاء. نجوم رياضة الليجو هي تجربة فريدة من توازن يتمناها كل عشاق الليجو وكرة القدم من الأطفال، حيث تتيح لهم بناء وبرمجة روبوتاتهم الخاصة. وخلال هذا النشاط يتعرفون إلى الروبوتات والتشفير عبر استعمال حزمة ليغو Lego WeDo لبناء حارس مرمى وبرمجته للّعب. ومن ثم يمكن للمشاركين في الورشة اختبار مهاراتهم في ضربات جزاء كأس العالم للروبوتات. وتبدأ نجوم رياضة الليجو أولاً بشرح تمهيدي لمبادئ الروبوتات وبرمجتها، وسبب تنفيذها للأوامر التي تتلقاها فقط، مع أمثلة عن استخداماتها في الحياة اليومية. ويتبع المشاركون التعليمات خلال النشاط التفاعلي، خطوة بخطوة، لبناء تصاميم مبسّطة واستخدام البرمجيات المتوفرة لبرمجة روبوتهم من أجل تنفيذ مهام أولية بسيطة، كما يتعلمون كيفية التغلب على العقبات التي تواجههم أثناء استخدام البرنامج. وهي ملائمة للأطفال من عمر 5 سنوات فما فوق.
مشاركة :