أضغاث الأحلام تضل المسلمين | عائض الردادي

  • 11/16/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كنت قد قرأت كتاب «الأحلام بين العلم والعقيدة» للدكتور علي الوردي، ومما قرأت فيه: «إننا قد نجد عذرًا لشيوع الأوهام في العصور القديمة، ولكننا في هذا العصر الذي نعيش فيه يجب ألا نتهاون في أمر مكافحتها»، وقال أيضًا: «بعض رجال الدين عندنا يعتقدون بأن الأحلام تنطق أحيانًا بالوحي الذي لا يجوز الشك فيه، وقد جرى العوام وراء رجال الدين في هذا الشأن إلى درجة كان لها أثر اجتماعي بالغ السوء»، وقال: «أود ألا تفوتني الفرصة هنا لأشير إلى ظاهرة اجتماعية معروفة لدى المسلمين منذ زمان قديم، ولها صلة كبيرة بالأحلام، هي ظاهرة القبور الوهمية التي يزورها الناس يتبركون بها، وينذرون لها النذور، بينما هي في حقيقة أمرها لا سند لها من التاريخ». لو كان لي من الأمر شيء، لطلبت من كل مسلم أن يقرأ هذا الكتاب ليقف على الخزعبلات التي أضافها بعض المفترين إلى الإسلام وأضفوا عليها الشرعية في مجال الأحلام أو أضغاث الأحلام حتى في عصرنا هذا الذي طغا فيه الأمر إلى أن وصل إلى وجود فضائيات تدلس على العوام من أجل المال. ووجود وعّاظ يدفعون آلاف البشر للطواف بقبور أموات رحمهم الله، وهؤلاء الأموات لا ذنب لهم، فلم يجلبوا النفع لأنفسهم، ولم يدفعوا الموت عن أنفسهم وهم أحياء حتى ينفعوا الناس وهم رفات تحت التراب. ماذا لو رأى الوردي ملايين الناس يتدافعون إلى زيارة قبور أو الطواف بها والنواح حولها، وهؤلاء الأموات لا يدرون بما يدور حولهم، ولا ذنب لهم في الملايين التي تدفع للسفر والإقامة والمأكل وبعض هؤلاء فقراء لا يجدون ما يسد بطونهم فدفعوا لإنفاق الآلاف من أجل رفات ميت، ورحم الله حافظ إبراهيم حين قال عن هؤلاء: أحياؤنا لا يُرزقون بدرهم وبألف ألف تُرزق الأموات ما ذكرني بما سبق مشهد يوتيوب شاهدته لشيخ معمم في دولة عربية قد اعتلى كرسيه في مسجد وتحلق حوله الناس فادعى أنه رأى في زيارة له إلى المدينة المنورة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قال له: يا شيخ خليفة، ورفع صوته قائلًا: رسول الله من وصفني بشيخ، وادعى أنه صافح رسول الله وأنه مسح رأسه بيده الكريمة فارتفعت أصوات العامة حوله بالصراخ والتكبير وهرع بعضهم بمسح رأس الشيخ تبركًا بمس يد رسول الله لها، وهذه القصة موجودة في التراث وادعاها أكثر من مدَّعٍ يلبس بها على العوام كما يلبس عليهم بالأحلام التي لم يدّعيها صالح الأمة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، بل زاد هذا المدّعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعده بزيارة هذه الدولة هو وأبوبكر وعمر والحسن والحسين وفاطمة والصحابة والتابعون!. أمر مؤسف أن يخدع الناس بالأحلام من المدعين في عصر الانفتاح، ولله الحمد أن هذه دعاوى ممن يعيشون على الخرافة والخزعبلات ولا يصدقهم إلا العامة الذين يخدعون بصلاحهم، أما المثقفون فهم بعيدون عن ذلك، ولكن عليهم مسؤولية كشف هذا البلاء إحقاقًا لحق العامة عليهم. Ibn_Jammal@hotmail.com

مشاركة :