أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على أهمية العمل لتكون المملكة وجهة للمسلمين، كما هي قبلة لهم، باحتضانها الحرمين الشريفين وبمقوماتها الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية ومقومات المواطنين المحبين للبناء والخير للإنسانية مثلما كان أسلافهم عبر آلاف السنين من التحضر والتنوير والقيام بدور محوري في التبادل الاقتصادي والثقافي وصنع الحضارات وحماية طرق التجارة. وقال سموه في تصريح صحفي عقب توقيعه مع معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد امس الأحد في مقر الوزارة بالرياض اتفاقية تعاون إلحاقية بين الهيئة والوزارة في مجالات مواقع التاريخ الإسلامي، والمساجد التاريخية، ومساجد محطات واستراحات الطرق، ومباني الأوقاف التراثية: «المساجد لها دور كبير ورئيس في تقوية الروابط بين المواطنين وتقويتها وتعزيز وحدتهم، وخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وهو الذي كلفنا بهذا اللقاء والعمل سوياً للعناية بالمساجد التاريخية ومساجد الطرق والنهوض بمستواها مستهدفين قبل كل شيء المهمة الأساس المتمثلة في تعزيز دور المسجد ومكانته في المجتمع، ونحن نحتاج إلى أن يعتبر كل مواطن نفسه مسؤولا عن المسجد، فالمساجد ليست مباني حكومية، بل هي بيوت الله وهو ما يجعل لزاما علينا جميعا واجب الاعتناء ببيوت الله قبل أن نعتني ببيوتنا وتهيئتها لتكون مصدرا للراحة ومكانا للاطمئنان يرتاح في بيت الله قبل أن يرتاح في بيته وأفضل مما يرتاح في بيته، ونريد أن تكون المساجد جاذبة للأطفال والنشء والشباب ويشعرون فيها بالراحة والمتعة. وأعرب سموه عن تقديره للجهود التي تبذلها وزارة الشئون الإسلامية في مجال الحفاظ على مباني المساجد التاريخية ومباني الأوقاف في المواقع التراثية. ونوه سموه بدور الوزارة في الارتقاء بأداء أئمة المساجد الذين يحملون على أكتافهم رسالة كبيرة جداً، وجهودها في العناية بالمساجد وإنشائها وتوفير الخدمات المتعلقة بها. وأضاف: « نحمد الله على ما نراه من انتشار للمساجد ونظافتها وما تقدمه من خدمات ونحن مسئولون جميعا بالمشاركة في العناية بالمساجد خاصة وأننا في بلاد الحرمين ومهبط الرسالة مما يزيد مسئوليتنا في هذا المجال. وردا على سؤال حول مستوى نظافة بعض المساجد في استراحات الطرق قال سموه سبق أن ذكرت في مناسبة سابقة أن يجري التنسيق مع وزارة الشئون البلدية والقروية لمراقبة المساجد في استراحات الطرق، لتطبيق قرارات حازمة ضد المحطات التي لا تكون مساجدها في أفضل حالاتها، ولكن قبل تطبيق ذلك، نبدأ وفق منهجيتنا بالتعاون مع المسئولين في هذه المحطات، فالمسجد يشكل قيمة أساسية لكل مواطن وكل مسلم ثم إن النظام الجديد لاستراحات الطرق لن يسمح بمحطات يديرها أفراد بشكل عشوائي بل لشركات متطورة، ونحن مرة أخرى نذكر الجميع ونذكر أنفسنا بأننا نرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ونحن بلد الإسلام وبلد الحرمين ومهد الرسالة، ويجب أن نكون كمواطنين وكعاملين وكمؤسسات وكشركات في أعلى قدر من احترام المسؤولية، وأنه من الضروري أن يكون كل ما يقدم للمواطن أن يكون في أفضل مستوى، ليس فقط المنشآت بل وجودة الخدمة، فنحن أبناء بلد الحرمين وينطبق علينا مسؤولية أكبر كوننا نعيش في هذه الأرض الطاهرة؛ لذلك كل مكان فيها لابد أن يكون طاهرا وكل تعاملاتنا لابد أن تكون تعاملات أخلاقية عالية، ومهمتنا كبيرة في استعادة مكانة ما نحن نعتز به أعلى اعتزاز، ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ولاشك أن أعلى هذه المكارم والأخلاق هو تجاه المسجد. من جانبه أشاد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بجهود الهيئة وسمو رئيسها في ترميم المساجد التاريخية وحماية المواقع التاريخية في المملكة، منوها بالعلاقة المتميزة بين الهيئة والوزارة في مختلف المجالات. وقال: أسجل باسمي وباسم زملائي في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقديرنا الكبير لمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في همه الكبير الذي يتمثل في النهوض بكل عناصر القوة في المملكة العربية السعودية، وهو المسجد، من حيث هو في دلالته على أساس البلد والديانة والقرب من الله - جل وعلا -، وأساس القوة - كما أشار سموه- في تربية النشء والانطلاق منه والراحة فيه لذلك التعاون مع سمو الأمير قديم، بين الوزارة وبين سموه والهيئة، ووقعنا عددا من الاتفاقيات في ذلك، وننظر بالتقدير إلى اهتمام سموه في الأسبوع الماضي بمساجد الطرق التي عانت كثيرا. الوزارة مسرورة بهذا النشاط من سموه وتوقيع مذكرة التفاهم مع جائزة الفوزان في ذلك، وهذا كله يدل على التكامل في مفهوم السياحة والآثار وأن مفاهيمها مرتبطة بعضها ببعض من الوجهة الإسلامية، لا ينفك التأثير على النفس بالراحة في معطيات ومكونات عديدة، اليوم اهتمامنا بتوقيع هذه الاتفاقية حول المساجد التاريخية التي تعاونا فيها سابقا، في مساجد مثلا جامع جواثا في الأحساء، مسجد الشافعي في جدة التاريخية ومسجد في جازان أيضا وفي غيرها من المدن. اليوم الاتفاقية هذه كما ذكر سمو الأمير -حفظه الله- هي زيادة تأكيد وانطلاق بفاعلية أكثر في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي وجه بالاهتمام بالمساجد عموما وبالمساجد التي انطلق منها تاريخ المملكة العربية السعودية وترتبط كل منطقة بتاريخ مسجدها ومكانته الشرعية لأن الفقهاء نصوا على أن المسجد القديم إذا كانت جماعته كبيرة فالصلاة فيه أفضل من المساجد الحادثة؛ لأنه يجتمع في المسجد القديم بعض المساجد عمرها ألف سنة يصلى فيها يعبد الله جل وعلا فيها، فإذن اهتمام سموه بتوقيع هذه الاتفاقية ما أتى من فراغ فهو في بعده الديني واضح وبعده الحضاري واضح وبعده الوطني واضح، وننظر في الحقيقة لسموه ولجميع الفريق العامل معه في هذه المهمات الكبيرة في النهوض بالمملكة العربية السعودية بالتقدير والرضا ونرجو أن نكون على مستوى المسؤولية في النهوض بهذه المساجد الأثرية والتاريخية في كل مناطق المملكة، والأولويات تترتب بحسب المعطيات التي تراها الهيئة فهي التي تعطي الأولويات والوزارة تساعد في أي مسجد كانت فيه تلك التوصية من الهيئة. وتعد هذه الاتفاقية الإلحاقية توسيعا لمجالات التعاون التي شملتها الاتفاقية الموقعة بين الطرفين في جمادى الأولى 1433هـ. والتي تضمنت التعاون في مجال الحفاظ على مباني المساجد العتيقة ومباني الأوقاف في المواقع التراثية. وقد ركزت الاتفاقية في مجال مواقع التاريخ الإسلامي على تفعيل التعاون والتنسيق فيما يتعلق بالتوعية بخصوص مواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بعصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، والتعاون في مجال ترميم المساجد التاريخية المبكرة المرتبطة بالمواقع التاريخية المشهورة وتوظيفها (أحد- الخندق- بدر)، والمشاركة والاهتمام بمواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بالوزارة، والتعاون والتنسيق فيما يخص المساجد التاريخية في منطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة، والتنسيق والتعاون في صيانة وعمارة المساجد التاريخية المأثورة على مسار طرق الحج وطريق الهجرة ومسار غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقع الغزوات الكبرى. وفي مجال مساجد محطات واستراحات الطرق تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بالتنسيق مع وزارة الشئون البلدية والقروية بإعداد آلية تنفيذية لمعالجة وضع المساجد الواقعة في محطات واستراحات الطرق لضمان حسن تصميمها ونظافتها وصيانتها المستمرة. وفي مجال المساجد التاريخية تتعاون الوزارة والهيئة في تفعيل البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، وتقوم كل من الوزارة والهيئة بإنشاء إدارة متخصصة أو برنامج للعناية بالمساجد التاريخية في كل منهما، وتفعيل التعاون والتنسيق المشترك بين الطرفين للمحافظة على المساجد التاريخية ودعم إعادة تأهيلها واستخدامها. وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية- وفقا لاتفاقية التعاون- بالتأكيد على فروعها في المناطق بالمحافظة على المساجد التاريخية وعدم إزالتها، والتنسيق مع الهيئة، أو فروعها في المناطق عند ترميمها، أو توسعتها، أو صيانتها، أو إعادة تأهيلها. إضافة إلى التنسيق بين الجهتين عند تجديد، أو ترميم، أو صيانة المساجد التاريخية التي تم إعادة بنائها بمواد حديثة، لإعطائها الطابع المعماري الذي يعكس تاريخها وهويتها المعمارية الأصيلة. وفي عمارة المساجد الحديثة يتم التنسيق بين الجهتين ووزارة الشئون البلدية والقروية لوضع معايير وأنظمة لبناء أو توسعة أو ترميم المساجد الحديثة لإعطائها الطابع المعماري المحلي بما يضمن استدامتها ويعكس أهميتها وهويتها المعمارية الأصيلة. وتؤكد الاتفاقية على أن مباني الأوقاف المبنية من المواد التراثية تعد - تراثا عمرانيا وطنيا يتوجب المحافظة عليها، والتنسيق بشأنها بين الطرفين، وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتأكيد على فروعها في المناطق بالمحافظة على مباني الأوقاف التراثية وعدم إزالتها، والتنسيق مع الهيئة، أو فروعها في المناطق عند ترميمها أو إعادة تأهيلها واستثمارها. وفي الجوانب الإعلامية يتم التنسيق والتعاون المشترك في الجوانب التوعوية في مواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بعصر الرسول والخلفاء الراشدين ومنها (جبل النور وغار حراء-جبل ثور- أحد - الخندق - بدر). والتنسيق والتعاون في عقد الدورات التدريبية الموجهة للتعريف بمواقع التاريخ الإسلامي والمساجد التاريخية.
مشاركة :