المجمع الثقافي وقصة تصميمه الفريد

  • 11/17/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فاطمة عطفة (أبوظبي) أهمية موقع «المجمع الثقافي» في مدينة أبوظبي، وفرادة التصميم المعماري لهذا البناء، وقربه من قصر الحصن كان محور جلسة الحوار التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أول من أمس في صالة قصر الحصن . ترأس جلسة الحوار مارك بوويل كيفين رئيس الهندسة المعمارية في الهيئة، مقدماً لمحة عن موقع المبنى والأهمية الثقافية التي شغلها بالأنشطة المتنوعة من محاضرات أدبية وحفلات موسيقية ومسرحية وعروض أفلام وورش عمل ومعارض فنية، ثم قدم لمحة عن سيرة المهندس العراقي هشام أشكوري الذي صمم البناء. وبدوره تحدث المهندس أشكوري وعرض بعض صور المبنى وأقسامه، ومنها مركز حفظ الوثائق، والمسرح والأدراج التي تصل إلى قاعات الثقافة والفنون، والمكتبة الوطنية وما كانت تضمه من كتب ومجلات ومخطوطات، إضافة إلى مجسم للكرة الأرضية وشجرة العائلة للأسرة الحاكمة، وهيكل خريطة لمدينة أبوظبي عام 1959، وأعمال تشكيلية لفنانين كبار، كما كان هناك معرض دائم يحتوي على عملات قديمة ومنحوتات خشبية وأبواب قديمة، إضافة إلى ورش الرسم والنحت وبرامج الأطفال التي كانت تجد إقبالا كبيراً من المتابعين لهذه النشاطات». وانتقل المحاضر في حديثه إلى العام 1971 بعد قيام اتحاد دولة الإمارات وبحث فكرة إنشاء المجمع الثقافي، مشيراً إلى أن الفكرة بدأت بالتنفيذ في شهر مارس 1972، وكانت الأرض خالية، حيث تم وضع حجر الأساس في الزاوية الجنوبية الشرقية للمجمع والمكتبة الوطنية. وأوضح المهندس أشكوري أن الصرح الذي نراه اليوم هو بناء المرحلة الثالثة في عملية التصميم التي تمت في 1973، حيث كان يعمل بالتعاونية الفنية، وطلب منه رئيسه لوي ماك ميلان تصميم البناء، موضحاً أن شركة أخرى قدمت تصميماً ثانياً للبناء، لكن تم اختيار الأول من قبل المرحوم الشيخ زايد. وعن مراحل تصميم البناء وبما يتميز قال: «انتهى تصميم البناء بحيث يكون مناسباً للبيئة، بينما كان التصميم الأول له مضاعف السطح وهو مستوحى من التصاميم المستعملة في جامعة بغداد منذ الستينيات، حيث لم تكن هناك ضرورة للتكيف وهذا ما لم يكن يلائم البناء». وأضاف المصمم الأول للمجمع: لقد تم في بنائه استيحاء مفهوم المعمار المدني الإسلامي في بداية السبعينيات، واستيحاء مفهوم بهو قصر الحمراء ذي النافورة في تصميم المكتبة، ويشاهد هذا في بهو المكتبة، حيث جرى استعمال المساحة المفتوحة كقسم للعرض في التنوع والتعارف في تحسين الأداء وسهولة الاستخدام في المكان». كما تطرق هشام إلى غيابه عن العمل في البناء بسبب السفر لاستكمال دراسته وقد طلب وقتها من رئيسه لوي ماك برسالة توصية لتحصيل مقعد لدراسة الدكتوراه في الجامعة الأميركية، وجاءه بكتاب التوصية مكتوبة باللغة العربية وبالخط الأحمر من الشيخ زايد رحمه الله كمكافأة على التصميم البناء، قائلا: أنا أعتز بهذه الرسالة وهي من أثمن الأشياء عندي». تابع هشام استحضار سنوات بناء المجمع بأنه خلال دراسته قام فريق آخر من المهندسين المعماريين بإعادة التصميم بما يشبه المركبة الفضائية، ولكن ذلك التصميم لم يكن عملياً بيئياً وتم رفض الفكرة من حكومة أبوظبي. لكن بعد عودته في 1975 طلب منه رئيسه إعادة التصميم، وكان مساء يوم الجمعة فأنجزه وعرض في اليوم الثاني فوافق عليه فوراً، وقد راعى التصميم هذا فكرة المحارة لأن الصدفة تقاوم الضغط وتوفر الحياة للمحتوى الجميل. ثم انتقل بحديثه إلى السيراميك الذي وضع على الجدران والانطباع الجميل الذي يضفيه، حيث جاء متلائماً مع تقسيم البناء». كما تطرق المهندس إلى الأقسام الثلاثة المنفصلة في كتلة البناء وذلك لحماية الأبنية من التصدع، فالمسرح تم تصميمه بطريقة النجمة الثمانية، وتم إحداث شقوق في الجدران والزواية لتفخيم الصوت للحضور، وذلك لمراعاة الجودة في أداء الصوت من دون أن يصدر له صدى بغض النظر عن بعد المستمع في القاعة، إضافة إلى المعالجة التي تمت للإسمنت، ما جعل هذا المبنى واقفاً وشامخاً. إنه بناء تظهر فيه بساطة لكن أيضاً يعبر بناؤه عن القوة.

مشاركة :