صدر أخيراً العدد 29 لشهر يناير 2022 من مجلة " الحيرة من الشارقة"، وبذلك العدد تكون المجلة قد دخلت عامها الرابع في الصدور كمجلة شهرية تُعني بالشعر والأدب الشعبي، حيث أضاءت المجلة في هذا العدد على الشعر البدوي في الجزيرة العربية قديما، كما ألقت الضوء على حضور الطير في القصيدة الشعبية التونسية. وقد احتوى العدد ملف خاص يسجل احتفاء الشعراء والأدباء والكتاب والباحثين العرب في مجال التراث والشعر النبطي والأدب الشعبي، بدخول المجلة عامها الرابع، بجانب موضوعات أخرى متنوعة. وفي افتتاحية العدد قالت هيئة التحرير: "يحدونا الأمل، ومجلة "الحيرة من الشارقة" تدخل عامها الرابع، بكل عزيمة واقتدار، بأن نتيح للقراء الأعزاء كل ما يعبر عنهم من خلال قصائد الشعراء، وكل ما يمنحهم المزيد من المعرفة والتفاعل مع قضايا الشعر النبطي والشعبي على مستوى الإمارات والخليج والمنطقة العربية بوجه عام". واضافت "بعد أربعة أعوام تتضح المعالم وتتوثق الرؤية، وتسير الأنفاس صادقة في مسعاها لخدمة تراثنا الشعري، والاهتمام بتفاصيله، وإظهار ما تزخر به دواوين الشعراء بين الأمس واليوم من إبداعات... فلقد صدر العدد الأول من هذه المجلة الفتية الواثقة والتي لها في نفوس جمهورها كل المنزلة والاحترام عام 2019 مضمخاً بالهدف النبيل والتوجيه الصادق الذي وجه به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في أن يكون للشعر النبطي والشعبي حضوره ودوره، ومنصته النقاشية على صفحات مجلة مساندة لكل الحواضن والأعمال المؤسسية". كنوز مضيئة وفي موضوعات العدد نقرأ في باب "على المائدة" استطلاعا لآراء الشعراء في المجلة كمنبر إبداعي وحاضنة تراثية، ونقرأ في باب "من زهاب السنين" توثيق شعري بدوي في الجزيرة العربية في فترات قديمة، أما في باب " كنوز مضيئة" فنكون مع قراءة لمربوعات الشاعر الإماراتي سعيد بن عمير الشامسي وأوزانها الشعرية. كما تجول بنا المجلة في رحلة مع رائد الوصف والمشاكاة، الشاعر الإماراتي سعيد بن سرور المزروعي، وفي باب "تواصيف" نكون مع موضوع حضور الطير في القصيدة الشعبية التونسية، أما في باب "شبابيك الذات" فنقرأ تجربة الشاعر القطري راضي الهاجري، وفي باب "إصدارات وإضاءات" نتعرف على مفردة الرياح والأهوية في الشعر النبطي الإماراتي. وفي باب "شاعر وقصيدة"نستمتع بقراءة لقصيدة "موسم الصيف" للشاعر علي بن رحمه الشامسي، ونقرأ في باب "عتبات الجمال" تنوير الشعراء أمام ظاهرة التصدي لغلاء المهور. بستان أدبي وفي العدد أيضا، نطوف في بستان أدبي، يشتمل على مجاراة لعدد من الشعراء الإماراتيين والخليجيين والعرب في حب مجلة "الحيرة من الشارقة" والتغني بها، لنقرأ في باب "فضاءات" كيف جاءت المجلة في عيون الشعراء كقناديل مضيئة على الإبداع، أما باب "عيون الشعر الشعبي" فنتعرف فيه على فن الرزحة العماني، وفي باب "ضفاف نبطية" نقرأ تجربة الشاعرة العراقية روشان البدري، وفي باب "مدارات" نقرأ دیوان "غربة وطن" للشاعر المصري فؤاد حجاج. وفي باب "مرآة الكتب" في قراءة لديوان "تيميات" للشاعر اللبناني سليمان حديقة، أما باب "شدو الحروف" فنكون مع الشاعرة الإماراتية الدكتورة ميثاء الهاملي، وقراءة لعدد من قصائدها الإبداعية. وأما في ملف العدد الذي الباحث والكاتب محمد عبدالسميع، فنتابع كيف احتفى الشعراء والأدباء والكتاب والباحثين بدخول مجلة "الحيرة من الشارقة" عامها الرابع، جامعة أبناء العروبة على الأدب والشعر والتدارس، واستعادة كل ذلك الموروث الأصيل، وما يختمر في نفوس الشباب من إبداع ورونق مثير في القصيدة النبطية والشعبية ولذلك فإننا نفتح هذا الملف بين يدي الشعراء وأصدقاء المجلة لقراءة مشهد هذا الزمن الإلكتروني بامتياز، وكيف تأثرت الحواضن الورقية فغاب معظمها وأوشكت القلة القليلة الباقية منها، على الانسحاب أو التفكير بالانسحاب من المشهد الثقافي والأدبي، لولا أن الله قيض يدا، لدعم الإبداع والشد من أزره، هي يد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. هذه اليد التي أخلصت وأعطت وقدمت، وما تزال تقدم الكثير. التغيرات المجتمعية والفكرية وفي تفاصيل الملف، أكد أصدقاء المجلة من الشعراء والأدباء والكتاب والباحثين أن الاهتمام بالموروث إنما هو واجب وطني، وأن كل التغيرات المجتمعية والفكرية والوسائل التقنية المصاحبة، لا يمكن أن تلغي تراثاً وطنياً أو تنكر وجوده كمكون واضح الأثر في هويتنا الوطنية الأصيلة. واعتبروا أن مجلة "الحيرة من الشارقة" قد أعادت الثقة من جديد للشعراء، ومنحتهم الفرصة الكافية والمساحة الواسعة لمواصلة أنفاسهم الإبداعية، مثلما كرست شعرنا التراثي جنباً إلى جنب مع الشعر الفصيح، فلم تكن فقط مجرد مجلة توثق أو تعرض الأشعار أو تنشرها، بل كانت منبراً للقراءات النقدية والتقييمية والفهم الصحيح للألفاظ القديمة في دراسات جادة. يذكر ان "مجلة الحيرة من الشارقة" تصدر تكريما لاسم قرية "الحيرة" التي تقع على ساحل إمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي نشأ فيها عدد من الشعراء. والمجلة هي أحد إصدارات دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، برئاسة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، وتضم هيئة تحرير المجلة التي يشرف عليها، بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي: محمد عبدالسميع الذي يتولى سكرتارية التحرير، وناصر الشفيري، ومريم النقبي، عضوا هيئة التحرير، بجانب محمد باعشن، مسئول التصميم والإخراج، والتصوير لإبراهيم خليل حمو.
مشاركة :