تعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها على تجهيز مجموعة من العقوبات المالية والتكنولوجية والعسكرية ضد روسيا، والتي يقولون إنها ستدخل حيز التنفيذ في غضون ساعات بعد غزو أوكرانيا، وهي خطوة تهدف لتوضيح التكلفة الباهظة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا أرسل قواته عبر الحدود. ووصف المسؤولون لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تفاصيل تلك الخطط لأول مرة، قبيل سلسلة من المفاوضات الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة مع موسكو وهي واحدة من أكثر اللحظات خطورة في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. وتبدأ المحادثات يوم الاثنين في جنيف ثم تنتقل عبر أوروبا. وتشمل الخطط التي ناقشتها الولايات المتحدة مع الحلفاء في الأيام الأخيرة عزل أكبر المؤسسات المالية الروسية عن المعاملات العالمية، وفرض حظر على التكنولوجيا الأميركية اللازمة للصناعات الدفاعية، وتسليح المتمردين في أوكرانيا، كما ستدير واشنطن وحلفاؤها ما يرقى إلى حرب عصابات ضد احتلال عسكري روسي محتمل. ونادرا ما يتم الكشف عن مثل هذه التهديدات مقدما. ولكن مع قرب المفاوضات والخوف على حدود أوروبا بخلاف التهديدات ضد حلف الأطلسي (الناتو) في القارة، يقول مستشارو الرئيس بايدن إنهم يحاولون إرسال إشارة إلى بوتين بما سيواجهه بالضبط، في الداخل والخارج، على أمل التأثير على قراراته في الأسابيع المقبلة. وستقود المحادثات يوم الاثنين نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي آر شيرمان، وهي دبلوماسية متمرسة تفاوضت على الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران. ومن المتوقع أن يضغط المسؤولون الروس لتلبية مطالبهم في تقديم ضمانات أمنية تشمل حظر نشر أي صواريخ في أوروبا يمكن أن تضرب روسيا، وكذلك نشر أسلحة أو قوات من الناتو في دول الاتحاد السوفيتي السابق، التي انضمت إلى الناتو بعد سقوط جدار برلين. ويطالب بوتين أيضًا بإنهاء توسع الناتو، والحصول على تعهد غربي بأن أوكرانيا لن تتمكن أبدًا من الانضمام إلى الحلف النووي. وبينما قالت إدارة بايدن إنها مستعدة لمناقشة جميع المخاوف الأمنية الروسية، ولديها قائمة طويلة خاصة بها، الا أن المطالب ترقى إلى تفكيك الهيكل الأمني لأوروبا الذي تم بناؤه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء حلف الناتو يوم الأربعاء مع روسيا في بروكسل. وفي اليوم التالي في فيينا، وسيكون المسؤولون الأوكرانيون أيضًا على الطاولة، لأول مرة، لإجراء محادثات في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويشعر الدبلوماسيون الأميركيون بالقلق من أنه بعد أسبوع المفاوضات، قد يعلن الروس أن مخاوفهم الأمنية لم تتم تلبيتها، ويستخدمون فشل المحادثات كمبرر لعمل عسكري. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الجمعة: "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا قامت روسيا بالتحريض على استفزاز أو وقوع حادث ، ثم حاولت استخدامه لتبرير التدخل العسكري، على أمل أنه بحلول الوقت الذي يدرك فيه العالم الحيلة، يكون قد فات الأوان". وبحسب الصحيفة، فإن هذا التحذير هو اعتراف غير معلن بأن رد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في عام 2014، عندما غزا بوتين أجزاء من أوكرانيا كان مبدئيًا ومعتدلًا للغاية. وفي ذلك الوقت، فاجأ بوتين العالم بضم شبه جزيرة القرم وإشعال حرب بالوكالة في شرق أوكرانيا. والآن، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يحاولون التعلم من أخطائهم الماضية.
مشاركة :