وداعاً أبا محمد.. عبدالله محمد الغفيلي، المعلم القدير والمربي الفاضل والفقيد الغالي.. يا من رحل عن دنيانا ولم يمهلنا وداعاً.. يا من رحل بعد أن أعطانا درساً في الصبر والاحتساب على وضعه الصحي الذي لازمه سنوات.. فلسانه رطب بذكر الله وقلبه متعلق بكتاب الله فهو أنيسه في أوقات عديدة، وكأني أرى زاويته بالمسجد راكعاً ساجداً يسبق الجميع إلى بيت الله، ويتأخر في مغادرته بلا كلل أو ملل. لقد أبكرت يا رجل الرجال وأسرجت المنون بلا سؤال فأججت الأسى في كل قلبٍ وجارحةٍ فما أبقيت سالي أبو محمد، معلم أجيال في الأدب والبلاغة واللغة العربية جلها في المعهد العلمي بالرس.. فكان نعم المربي والمعلم أجاد في إيصال محتوى مادته فترك أثراً على طلابه وأحسن معاملتهم فبقى ذكراه ملازمهم.. فلم يقطعوا حبل المودة معه ..فكان كثيراً منهم يأنس بزيارته بعد تقاعده وتقدمه بالعمر في (أثنينيته) الأسبوعية.. والتي كانت جلسة بطعم الأدب والمحبة يزورها بعض أهالي المحافظة وزملائه المعلمين والإداريين. إن أبا محمد حاضر في قلب زملائه وعشيرته.. كيف لا؟ وهو كريم السجايا لين الجانب عزيز النفس باذل للخير؛ فرحيله بمثابة فقد غال، وكأن الشاعر يقصده بقوله: كأنك من كل النفوس مركب فأنت إلى كل الأنام حبيب وقد جاءت مشاعر زميله ورفيق دربه الأستاذ محمد بن سكيت النويصر بحروف الحزن والأسى والوفاء والثناء فتحدث قائلاً [كم أنت كبير بخلقك وقدرك.. سيفتقدك الجميع.. وأضاف أبا فهد.. لا غرابة أن يهاتفك وأنت بعمر أحفاده ليبارك لك أو يشاركك الحزن ويواسيك]. رحل المربي عبدالله وووري الثرى في مقبرة الرس وسط ألسن تلهج له بالدعاء والرحمة والغفران.. وأن يسكنه فسيح الجنان.. وأعين دمعت وقلوبٌ حزنت.. وجموع غفيرة شاركت التأبين والعزاء والدفن لهذا الجسد الطاهر.. اللهم أشمله بعفوك و رضوانك وأكرم نزله واجعل ما أصابه كفارة وطهورا.. وأحسن عزاء أهله وإخوته وأبنائه وبناته وأحفاده وعشيرته أسرة (الغفيلي) الكريمة بالوطن الغالي.. جبر الله مصابهم وعظم أجرهم والهمهم الصبر والسلوان .. {إنا لله وإنا إليه راجعون}. ** ** - الرس
مشاركة :