قالت المكتبة الوطنية الإسرائيلية إن عدد زوار موقعها العربي على الإنترنت قد تضاعف العام الماضي، مدفوعًا بمجموعة متزايدة من المواد الرقمية وحملة توعية قوية إلى العالم العربي. وقد أكّد المتحدث باسم المكتبة زاك روثبارت أن حوالي 650 ألف مستخدم معظمهم من الأراضي الفلسطينية ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن والجزائر زاروا المكتبة الوطنية لمواقع إسرائيل باللغتين الإنجليزية والعربية في 2021. ويعزو مراقبون هذا الإقبال في جانب منه إلى التغييرات السياسية في المنطقة التي كان أبرزها مسار السلام الجديد بين إسرائيل وعدد من الدول العربية الذي فتح الباب لمراجعة المواقف القديمة المعادية لتل أبيب عربيا، ودفع الكثير من الباحثين من الأجيال الجديدة لمحاولة معرفة إسرائيل عن قرب بعيدا عن المواقف السياسية المسبقة. 650 ألف مستخدم معظمهم من مصر والسعودية والأردن والجزائر زاروا الموقع في 2021 ويلاحظ أن أغلب الزائرين العرب لموقع المكتبة الإسرائيلية هم بين 25 و44 عاما، وهو ما يعني أنهم من الجيل الذي لم يعش الحروب العربية – الإسرائيلية ولم يتأثر بخطاب الحرب والشعارات التي تحرض على استمرارها تحت مسوغات قومية أو دينية. وأشار المراقبون إلى أن الإقبال على موقع المكتبة الإسرائيلية هو محاولة لفهم الصراع التاريخي من خلال الرواية الإسرائيلية الرسمية والثقافية والشعبية عبر الدراسة البحثية للكتاب والدارسين العرب، وأنّ الأمر لا يخص الحاضر فقط، بل يتعلق بالماضي أيضا، وهو ما يمكن أن تقدمه الوثائق النادرة الموجودة في هذه المكتبة، والتي لا تخص اليهود وحدهم إذ توجد بها كتب إسلامية نادرة. ويعتقد هؤلاء أن هناك ثقافة جديدة في العالم العربي تتجاوز التأويل المتشدد للصراع التاريخي مع إسرائيل وتبحث عن بناء حوار بين الأديان بالبحث عن المشترك، وهذا لا يتأتّى سوى عبر معرفة المصادر الدينية المقابلة. وقالت راكيل أوكيليس الأمينة على مجموعة الإسلام والشرق الأوسط في المكتبة الوطنية إن أحد أكثر الموارد تداولا على الموقع العربي هو أرشيف الصحف الذي يحتوي على أكثر من 200 ألف صفحة من المطبوعات العربية من فلسطين الانتدابية والعثمانية. وأضافت “عملنا على التواصل مع العالم العربي، للجمهور الناطق بالعربية هنا في إسرائيل منذ أكثر من عقد، ونجحنا في بناء مجموعة غنية من الموارد على مواقعنا الإلكترونية ببطء”. ويشمل الموقع أرشيفات الصحف الرقمية والمخطوطات والملصقات والكتب الإلكترونية والموسيقى، وهي مفتوحة الوصول للعلماء ومتصفحي الويب. وتشمل مكتبة القدس مجموعة واسعة من النصوص الإسلامية والعربية، بما في ذلك الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات العربية والفارسية والتركية من القرن التاسع إلى القرن العشرين. وقال صمويل ثروب أمين مجموعة المكتبة الإسلامية والشرق الأوسط “نحن في خضم مشروع لرقمنة مجموعتنا بأكملها، لفحص جميع مخطوطاتنا العربية والفارسية والتركية. وقد اكتمل خمسة وتسعون في المئة منها بالفعل”. ومن بين أهم ما في المجموعة نذكر مصحفا من القرن التاسع من إيران الحديثة مع أقدم مثال معروف للفارسية مكتوب بالخط العربي. كما تبرز مخطوطة مزخرفة من القرن السابع عشر من الهند بها رسوم إيضاحية لحياة الإسكندر الأكبر ونص تركي عثماني من القرن السادس عشر عن طب العيون.
مشاركة :