المبالغة في تكاليف الزواج

  • 1/14/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع الانفراجة التي حدثت الفترة الماضية بتناقص حالات كورونا إلى أعداد ضئيلة لا تذكر، عادت مناسبات الزواجات بشكل لافت وبحضور متجاوز ولافت كما كان في الماضي تقريباً مع توقع الأغلبية أن تلك العادة المكلفة في الحضور الكبير قد تلاشت تماماً بعدما لمس الكثير إيجابيات الزواجات المختصرة والأعداد المقننة وذاك ما حث عليه شرعنا الإسلامي المطهر. وقد بادرت إحدى قبائل تهامة عسير بتوجيه من شيخها إلى تقنين عدد الحضور في مناسبات الزواج إلى 50 رجلاً في قاعة الرجال وكذلك نفس العدد لدى النساء ولعلها خطوة أولى موفقة لتحذو بقية القبائل بعسير على الأقل نحو ذلك التقنين الإيجابي والذي يخدم الجميع بلا استثناء حيث كانت قبائل عسير سباقة نحو تحديد المهور بـ40 ألف ريال قبل ما يقرب من الأربعين عاماً خلت، ولا تزال متمسكة بنفس القرار الإيجابي الذي حد كثيراً من تنامي ظاهرة المزايدة بالمهور دون مبرر. إلا أن الملفت حقاً والمكلف في نفس الوقت ليس المهر، بل ما يقدم ليلة الزواج من تكاليف عبثية في قاعة النساء وذلك بتحضير شتى الحلويات والمكسرات والمعجنات والمشروبات المختلفة ناهيك عن تغيير ديكور القاعة بالكامل إلى الإضاءات المتنوعة والأجهزة الصوتية المتطورة والورود الملونة المكلفة إلى البوفيهات التي تحوي ما لذ وطاب عدا ذبائح العشاء بأعداد تتجاوز 30 رأساً من الأغنام التي لا تؤكل كاملة، مما سبق وأن قدم تحضيره على تتابع. ولا شك أن هذه الليلة التي تتجاوز كلفتها المئة ألف ريال في بعض المناسبات تعد معوقاً كبيراً للشباب وإسرافاً مبتذلاً لا طائل منه ناهيك عن الاحتفال الذي يمتد إلى صباح اليوم التالي، حيث ذكر لي أحد رجال الأعمال ما يعانيه الأهالي من امتداد الزواجات إلى قرابة الفجر وهو ما يترتب عليه الكثير من الأضرار الصحية والمالية والاجتماعية وكذا التأخر في اليوم التالي عن مصالح الناس المختلفة. ومن خلال ما ذكرت سابقاً أتمنى على المعنيين بالأمر المبادرة إلى تطبيق التوقيت الموحد لإنهاء كافة مراسم الزواج في وقت مناسب للجميع قبل منتصف الليل، وكذا تدخل مشائخ القبائل بتقنين الحضور أسوة بما فعلته قبيلة البنا من مبادرة تشكر عليها، والأهم من هذا وذاك وضع حد للهدر المالي المبالغ فيه في قاعات النساء ليتسنى لشبابنا الزواج بتكاليف معقولة.

مشاركة :