أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة، خلال احتفالية مدينة نالوت (جنوب) برأس السنة الأمازيغية 2972، على أن حكومته لن تترك ليبيا للعابثين، في خطوة تعكس تمسك الدبيبة بمنصبه ومساعيه لاستقطاب الليبيين. وقال عبدالحميد الدبيبة الخميس إن “الليبيين يحتفلون بالسنة الأمازيغية الجديدة دون معاناة أو حروب”، مضيفًا “ليبيا أرض مباركة، ولا يمكن بأيّ شكل أن نتركها للعابثين”. وأضاف خلال كلمته باحتفالية مدينة نالوت “نحن اليوم في نالوت نحتفل بالعام الأمازيغي الجديد، ولله الحمد بحضور كل البلديات الأمازيغية والبلديات الجارة لا نعاني أو نحارب، ونتمنى أن يعم الخير على الجميع في كل أرجاء ليبيا”. وقدم الدبيبة اعتذارًا إلى المناطق الحدودية الصحراوية لعدم الاهتمام بها، مردفًا، “لكن سنزوركم قريبًا وسنقف على كل المناطق”، متابعا، “كل الليبيين في حاجة إلى التعرف على الثقافة والتقاليد الأمازيغية، كما نحن في حاجة إلى التعرف على الأمازيغ، وهم من أهم شرائح وأصول ليبيا التي نعتز ونفتخر بها، ثقافة الأمازيغ تعنينا”. وأعلن المجلس البلدي بنالوت أن الأربعاء الموافق للثالث عشر من يناير الجاري يوم عطلة رسمية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية. وأشار إلى أن العطلة ستكون لكافة المؤسسات والهيئات العامة العاملة داخل بلدية نالوت على أن يراعى في ذلك المرافق ذات الخدمات الإنسانية والأمنية . عبدالحميد الدبيبة: كل الليبيين في حاجة إلى التعرف على التقاليد الأمازيغية ويسعى الدبيبة إلى مغازلة مختلف الفئات الليبية، ويسوّق صورة لنفسه تتبنى الدفاع عن المكاسب في البلاد، فضلا عن التمسك بمقاليد السلطة. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه وتيرة التحركات السياسية بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، للوصول إلى اتفاقات حول خارطة طريق للمرحلة المقبلة في ليبيا. وأكدت مصادر نيابية ليبية أن وفدا من مجلس النواب الليبي، وآخر ممّا يعرف بـ”مجلس الدولة” عقدا جلسات مباحثات سرية في المغرب لوضع خارطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة في ليبيا. وأضافت “هناك توافق مبدئي من الوفدين على تشكيل لجنة من خمسة عشر شخصا للبدء في إجراء تعديلات قانونية ودستورية قبل الانتخابات الليبية”. ويُحاول مسؤولون مغاربة، إلى جانب مسؤولين أممين، تقريب وجهات النظر بين الطرفين لأجل إعادة بناء خارطة طريق جديدة تعيد الفعل السياسي في ليبيا إلى مساره الديمقراطي. وتلعب الرباط دورا محورياً على مستوى الملف الليبي، إذ ساهمت أكثر من مرة في تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع، عبر احتضانها لجلسات نقاش بين أفراد من البرلمان الليبي وآخرين من المجلس الأعلى للدولة. وبموازاة ذلك، يعود المستشار عقيلة صالح إلى أداء مهمته كرئيس لمجلس النواب الليبي بداية من جلسة الاثنين في مقر الانعقاد الرسمي بمدينة طبرق، شرقي البلاد. وكان البرلمان قد سحب الثقة من الدبيبة في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، في خطوة رد عليها رئيس حكومة الوحدة الوطنية بالتصعيد بعد أن حشد الليبيين في العاصمة ضد القرار المذكور. وفي كل سنة جديدة تعلن المدارس الواقعة في المناطق الأمازيغية عطلة رسمية، لإعطاء الفرصة للاحتفال وتبادل التهاني والزيارات وطبخ بعض الأكلات الاحتفالية، ويقدم الأمازيغ التهنئة لبعضهم البعض في هذه المناسبة بعبارة “أسوُقّاس أمقَاز” والتي تعني “سنة سعيدة أو مباركة”. وينتشر الأمازيغ الليبيون في عدة مناطق ويوجد أكثرهم في عدد من مناطق الجبل والساحل، تحديداً في مدن يفرن ونالوت وجادو وزوارة وغدامس وكاباو والقلعة وغات والحرابة وأوجلة وأوباري. كما يقطن في مناطق الجنوب أمازيغ الطوارق ، ويمتد وجودهم في الصحراء الكبرى بجنوب البلاد. وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يرى أن اختيار هذا التاريخ من يناير يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم “السنة الفلاحية”، فيما يرى الفريق الثاني أن هذا اليوم من يناير هو ذكرى انتصار الملك الأمازيغي “شاشناق” على الفرعون المصري “رمسيس الثاني” في مصر في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل ﺳﻨﺔ 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.
مشاركة :