بالأمس القريب دشن الأمير سعود بن نايف فعالية تأسيس جمعية «اصدقاء البيئة» والتي تعد الأولى على مستوى المملكة بدعم من سمو الأمير الرئيس الفخري للجمعية، واتخذت الجمعية الدمام مقراً رئيسيا لها وانضم لها شباب من خيرة أبناء الوطن وقبلها أُطلقت جمعية العمل التطوعي وغيرها من الجمعيات المدنية التي شارك في إنشائها والعمل فيها شباب سعودي 100% لتناقض فكرة بعض رجال الأعمال في القطاع الخاص وكذلك في القطاع الحكومي عن الشباب السعودي بأن الشباب السعودي مُتقاعس وكسول. لقد أصبحت مُشاركة الشباب في مؤسسات المجتمع المدني واحداً من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات، والتي تستهدف صقل الشخصية الشبابية، وإكسابها المهارات، والخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها التأهيل المطلوب لضمان تكيفها السليم مع المستجدات، وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية، لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن هوة واسعة كانت وما زالت قائمة بين الشباب في بلادنا ورجال الأعمال والمسؤولين؛ لأسباب تتعلق بالحكم المُسبق على الشاب السعودي بأنه غير مُنضبط ولا يحترم الوقت، إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي، حيث تضافرت كل تلك العوامل لتحد من بروز دور الشباب في خدمة بلادنا وتفاقم الأزمات المستشرية في أوساط الشباب: كالبطالة، وسوء ورداءة مخرجات التعليم العام والجامعي، وتدني المستوى المعيشي لبعض الأسر، ونقص المؤسسات الراعية، ومراكز الترويح والترفيه. وهذا لا يعني البتة أن الشباب في الدول المتقدمة والغنية أمثال أمريكا وأوروبا لا يعانون مشاكل وأزمات رغم الوفرة في الإحصائيات والخدمات، ولكنها من نوع مختلف عما يعانيه الشباب في السعودية وخاصة في هذا الزمن بسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة. هناك أزمة عدم ثقة بين المسؤولين في القطاعين الخاص والعام وبين الشباب السعودي وتفاقمت تلك الأزمة أكثر فأكثر، حيث بات الشباب يعاني أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة من أن الشباب السعودي مُرفّه ويبحث عن الراحة في العمل وغير مؤهل للانخراط في سوق العمل الخاص أو المشاركة الفاعلة في العمل الاجتماعي والتطوعي، ولمعرفتي باستعدادات الشباب الذين أعرفهم على الأقل أو قابلتهم في مناشط اجتماعية أو تطوعية حيث لمست فيهم حب العمل والنشاط وحسن إدارة الوقت وتشوّقهم للانخراط في العمل المجتمعي سواء أكان اجتماعياً أو تنموياً، ولذلك يجب علينا جميعاً معرفة الاحتياجات الأساسية للشباب والعمل على تلبيتها ومن تلك الحاجات: الحاجة إلى تقبل الشباب السعودي كما هو والعمل على دعمه وتشجيعه. الحاجة إلى توزيع طاقاته في نشاط يميل إليه، وخصوصاً أن الشباب لديه طاقات هائلة وعدم تفريغها في أنشطة بناءة يزيد من حالة الاضطراب والملل والتوتر لديه. الحاجة إلى تحقيق الذات، بما يعنيه من اختيار حر وواعٍ لدوره ومشاركته المجتمعية وشعوره بالانتماء لفكره، أو مجموعة اجتماعية لها أهداف عامة. الحاجة إلى التركيز على تنوع برامج التعليم والتدريب، لما لهما من دور مفتاحي وأساسي في حياة الفرد، ولكونها توسع الآفاق والمدارك العقلية وهو حق مكتسب وضروري مثل الماء والهواء في عصر ليس فيه مكان للجهلاء. الحاجة إلى الاستقلال في إطار الأسرة كمقدمة لبناء شخصيته المستقلة، وتأهيله لأخذ قراراته المصيرية في الحياة والعمل والانتماء، بطرق طوعية، بعيداً عن التدخل. الحاجة إلى الترفيه والترويح؛ فحياة الشباب ليست كلها عملا ونشاطا جديا، بل يحتاج الشباب إلى توفير أماكن للترويح ومراكز ترفيهية ثقافية (دور سينما، مسرح، منتزهات، معسكرات شبابية). الحاجة إلى بناء الشخصية القيادية الشابة من خلال تنمية القدرات القيادية وصقلها للمواهب الواعدة، وهذه العملية لا تتم بقرار إجرائي بقدر ما تحتاج إلى سياسات تربوية مدروسة مقرونة بخبرة عمل ميداني تعزز ثقة الشباب القياديين بقدراتهم وتضعهم أمام الاختيار الجدي.
مشاركة :