هادي المهدي يكتب: هل هناك مواطن كسول بالفطرة!

  • 11/21/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كثير منا يتعامل مع الكسل علي أنه حالة فطرية في الإنسان، وأن الإنسان يظل كسولا إلي أن يأتيه من الخارج ما يستفزه لينشط ويهم للعمل.تتعامل الحكومات كثيرا مع المواطن علي أنه كسولا بالفطرة ولن يقوم لأداء عمله وممارسة واجباته تجاه الدولة إلا باستفزاز نشاطه من خلال الأدوات الإعلامية للحكومة،والتي تعمل دائما علي تخويف المواطن مما هو آت إذا لم يقم بالعمل ويجتهد في خدمة عمله ووطنه.وفي الحقيقة سواء ما يتعلق بنظره المجتمع أو الحكومة للمواطن " الكسول " فانها تتعامل مع هذا الكسل كفعل وليس كرد فعل ، ويبقي تفاعلنا مع الأمر علي انه فعل مبنيًا علي عدم طرح السؤال الجوهري وهو لماذا يصير المواطن كسولًا.حتي السؤال في طرحه يشير الي صيرورة التحول الي حالة جديده، ما يؤكد ما أود طرحه وهو أن الكسل ليس فعلا فطريا في الكائن البشري ، بل هو رد فعل علي ممارسات توجه ضده من قبل الحكومات أو المجتمع الذي يعيش فيه وتجعله لا يشعر بقيمة ما يفعل، فترتخي إرادته نتيجة شعوره بعدم جدوى ما يقوم بإنجازه .ليس هذا فحسب بل أن المواطن حين يتخذ الكسل توجهًا له فإن ذلك ينبني على شعور نفساني بداخله بعدم قدرته علي الوصول لمستوي مادي معين يكفل له رفاهية ورغد في العيش مثلما يري علي هذا الحال فئات معينة من نفس مجتمعه وهي فئات الحظوة وأهل الثروة في الأنظمة الشمولية ، فيتخذ الكسل كرد فعل يتشبه به بأهل الحظوة الذين يراهم علي أنهم لا يكدحون مثله.إن الليبرالية في تعاملها مع الإنسان تعاملت معه علي قدم المساواة، فكل الناس في الحالة الطبيعية هم متساوون في قدراتهم، وهنا تنتفي فطرية الكسل في الإنسان أو فطرية الكسل في إنسان دون آخر.وأيضا تؤكد الليبرالية علي حق كل إنسان في ان يحصل علي فرصته، وضرورة إتاحة الدول الفرص لكافة المواطنين للترقي الاجتماعي من خلال دعم التعليم والرعاية الصحية.حينها سيكون الكسل بصفته رد فعل كما ذكرت، ليس متواجدا في ذهنية المواطن حيث سيكون رد فعله الأجدى هو العمل الذي سيدفع به للترقي المجتمعي والوظيفي الذي يطمح له.

مشاركة :