في غرف الانتظار في المستشفيات والمراكز الطبية نرى سيدات في حالة انتظار للموعد متمددات على المقاعد وإن ضاقت بهن السبل لقلة الكراسي او امتلائها افترشن سجادات الصلاة.. والامر لا يختلف كثيرا في غرف الانتظار عند الرجال حيث يتمدد المريض ليس لتعب فيه ولكن لرغبة جارفة في النوم والشاهد انك تسمع شخيره أو شخيرها..! هذا في الجانب الاجتماعي اما الجانب الاقتصادي فيحمل ايضا مضامين تؤكد رغبتنا الدائمة في الامور المريحة.. حيث تبرز تجارة التستر وهي تعني لمن يجهلها في بعضها اعطاء الخيط والمخيط لغير السعودي بدءا بالاسم وانتهاء بالذمة لقيام الاجنبي بالعمل التجاري باسم المواطن واقتسام الارباح معه واحيانا الاكتفاء بنسبة اقل ولكن ثابته.. وابسطها استقدام سباك او كهربائي او فني الكترونيات وفتح محل باسم المواطن وترك الحبل على الغارب لهذا السباك مكتفيا المواطن بالف او الفي ريال شهريا.. وتتطور وتنمو بتنوع الخبرة والطموح التجاري فتصل لما هو اكبر حيث يختبئ خلف هذا الستار الكثير من المؤسسات والمشاريع الصغيرة والمتوسطه وربما الكثير من الحقائب الاستثمارية للمضاربة في سوق الاسهم السعودية..التي دخلت نفق الاسترخاء اياه بملء السوق بشركات ضعيفة أساسا بحجة تعميق السوق فيما هي تعميق لحالة الكسل داخل اقتصادنا بما فيه السوق.. ولاننا كما اسلفت نحب الراحة مع الفلوس فقد نجحت لدينا تجارة الاراضي البيضاء.. بل اصبحت بوابة ثراء للكثيرين حيث يتم بيع الارض اكثر من مرة وبزيادة مستمرة في السعر.. وحين تشق الطرقات مسارها وترى الضفائر السوداء في بطون البراري فاعلم يقينا ان تلك الارض اصبحت جوهرة ثمينة وحان الوقت لرفع سعرها الى حيث تصبح في نطاق لايستطيعه اغلب افراد المجتمع.. والاشكال ان تلك الاراضي بسعرها المبالغ فيه تفتقر لابسط الخدمات.. ولا يوفر حراكها الاقتصادي نموا اقتصاديا للبلاد ولا يتيح فرص عمل اضافية للشباب.. الجميل في تلك التجارة انها تصيب المحظوظين بالثراء واحيانا فجأة وبدون مقدمات.. تجد ان احدهم اصبح ثريا بل ويتم تدشين المخطط الجديد تحت اسمه البهي.. وعموما مشكلتنا ليست في اسمائهم بل في تجارة كسولة لاتضيف للاقتصاد الوطني قيمة اضافية وفي الوقت نفسه تسبب ضررا باغلب المواطنين البسطاء نتيجة ارتفاع الاسعار غير المبرر كما اسلفت.. ولان حالة الكسل لا تتوقف عند حد معين بل تتمدد دون اعتبار للعمر او الجنس فنحن نشاهد ايضا صغارنا يتمددون كثيرا فوق مقاعد الصالة ويصرخو ن باعلى صوتهم الشجي مناديا العاملة باعلى صوت (ابغى كاس مويه) وعليها ان تترك اعمالها الشاقة لتحضر له ماء والا فإن الاسرة ستتهمها بالكسل وعدم تحمل مسؤولياتها وبالتالي التأكيد انها لا تستحق راتبها مع العلم انها خلال ساعات العمل قامت باستحمام الصغير وكوي ملابس الابناء وايصال الصغار للمدرسه برفقة السائق وجهزت افطار الاب لنوم الزوجة او ذهابها مبكرا للعمل.. وربما قامت بتنظيف سيارات الذكور من العائلة.. ولم تنس تنظيف المطبخ بعد معركة ذات الوجبات السريعة التي اجتاحته في ساعات متاخرة من الليل والمؤكد انها ايضا قامت بسقي الحديقة والبدء بطقوس الغداء بأطباقه المختلفه لارضاء الاذواق المختلفة مع ان الاغلبية من الابناء سيكتفون بتناول القليل استعدادا لرحلة المطعم شبه الدائمة.
مشاركة :