تحظى قضية الحفاظ على البيئة باهتمام كبير في دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي زرع في عقول أبناء الإمارات ومجتمعها الأهمية الاستثنائية لمفاهيم الحفاظ على البيئة، حتى أصبح، رحمه الله، «رجل البيئة الأول»، الذي سارت على نهجه قيادتنا الرشيدة، بتوجيهها بضرورة مأسسة العمل البيئي، الرامي إلى بناء مستقبل مستدام يقوم على الاقتصاد الأخضر، والحد من حرق النفط والغاز، وتطوير تقنيات تحقق الكفاءة في استخدام الطاقة بطرق ذكية، بما يعزز معايير الكفاءة والفاعلية والاستدامة البيئية في الحياة اليومية. ولا تتوانى دولة الإمارات عن سنّ التشريعات الجديدة، وإطلاق المبادرات الخاصة بترسيخ جهود الحفاظ على البيئة، وتعمل وزارة التغير المناخي والبيئة دائبة على تحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية للحفاظ على بيئة نظيفة تنسجم مع مفاهيم التنمية المستدامة، وذك من خلال العديد من الآليات، منها وضع الخطط والاستراتيجيات والسياسات في مجالات البيئة والتنمية الزراعية والحيوانية ومكافحة التصحر، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتفعيل حماية البيئة في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي ظل الاهتمام المتواصل بالحفاظ على البيئة، تطور «هيئة البيئة - أبوظبي» بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، استراتيجية وطنية لجودة الهواء، إذ ستركز الهيئة من خلال قطاع الجودة البيئية خلال السنوات الأربع المقبلة، على الحفاظ على تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والأوزون والجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء التي يبلغ قطرها 10 ميكرومترات، بما يتماشى مع مستوى التركيزات الإقليمية، وتقليل مستويات الضوضاء ضمن المعايير المقبولة، من دون التأثير في الحياة البرية. وتستهدف هذه الاستراتيجية، التي تمثل نقلة مهمة في جهود الدولة المتواصلة للحفاظ على البيئة، ضمان عدم تأثير جودة الهواء المحيط والضوضاء الخارجية في أبوظبي سلبيًّا في صحة الإنسان أو البيئة، والعمل مع الشركاء، داخل الحكومة وعبر القطاعات المختلفة، على تعديل السياسات والتشريعات لتحقيق ذلك. إن دولة الإمارات التي قدّمت أنموذجًا تنمويًّا فريدًا، تواصل مسيرة التنمية في المجالات كافة، وفقًا لرؤية متوازنة قائمة على الحفاظ على البيئة كهدف مركزي، ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، ويشجّع على الابتكار، بما يسهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام، واعتماد أنظمة بيئية، تزيد من كفاءة الموارد، وتحدّ من أي تأثيرات خطيرة تمسّ الغلاف الجوي والطقس والمناخ والماء والتربة والنبات والحيوانات، ضمانًا للسلامة البيئية وسلامة الإنسان، على المدى المتوسط والبعيد. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :