الشارقة:علي كامل خطاب تستضيف الإمارات غداً وبعد غد مؤتمر أبوظبي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر.. والذي يعقد بقصر الإمارات في أبوظبي، بمبادرة خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، برعاية اليونيسكو، وبرئاسة محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي ومقره باريس. يهدف المؤتمر لوضع حد للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها الموارد الثقافية في دول العالم خلال فترات النزاع المسلح، وجراء الأعمال الإرهابية، والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. وتتطلع مختلف دول العالم المتحضر والمعنيين بالشأن الحضاري والثقافي والتاريخي أن يكون مؤتمر أبوظبي محطة الانطلاقة لتحديد أهداف عملية ومستدامة للحفاظ على الموارد الثقافية القابلة للنقل والثابتة بصورة فاعلة في مناطق النزاع. يشارك في المؤتمر قادة وزعماء عدد من بلدان العالم وجهات ومؤسسات حكومية، خاصة من المجتمع الدولي تمثل 40 دولة معنية بالحفاظ على التراث العالمي، إضافة إلى لفيف من المختصين والخبراء ووفد من الشرطة الدولية الإنتربول والشرطة الإيطالية التي يشهد لها بالكفاءة عالمياً في مجال التصدي لعصابات الاتجار في القطع الأثرية المسروقة. دور الإمارات للإمارات دور كبير في حفظ التراث العالمي بشقيه المادي وغير المادي، وتتمثل هذه الجهود في الكثير من المبادرات الإقليمية والدولية، وإقامة المراكز التراثية والمعاهد التي تعنى بالتراث، واستضافة الشارقة للإيكروم دليل قاطع على الاهتمام منقطع النظير بالتواصل على المستويين العربي والعالمي للاضطلاع بدورها الكبير ومسؤولية الإمارات تجاه التراث باعتباره تراثاً إنسانياً يحتاج إلى الرعاية والحفاظ، ولاسيما وقت الأزمات. تكللت هذه الجهود بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وذلك خلال مؤتمر حماية التراث الثقافي العالمي، ولاسيما المعرّض منه للخطر. الدكتور زكي أصلان، الممثل الإقليمي لمنظمة إيكروم ومدير مركز إيكروم الشارقة، قال: لاشك في أن فكرة المبادرات الدولية التي تقوم بها الإمارات بمشاركات دولية، سواء للحفاظ على التراث المادي وغير المادي خطوة مهمة في الوقت الحالي، فالكثير من الدول لا تستطع القيام بهذا الدور، لأسباب ترجع للفقر أو الحروب أو غيرها، ما قد يتسبب في ضياعه، بجانب أن هذه المبادرات تعد امتداداً لما تقوم به الإمارات من جهود، وهذه الجهود لاشك في أنها تحفظ التراث العالمي من الضياع وتحفظ حقوق الأجيال القادمة في العالم. وأما عن دور الإمارات فقال أصلان: هناك شقان الأول فني والآخر قانوني، والأول يتمثل في بناء قدرات المهنيين والخبراء المختصين في مجال الآثار الموجودين في مناطق النزاع، وتحسين الآليات القانونية والتمويلية بهدف تسهيل حماية مواقع التراث الحضاري في حالات الطوارئ، إلى جانب إعادة تأهيل هذه المواقع بعد انتهاء النزاع. وأضاف أصلان: نحن كمنظمة دولية مختصة نقوم بدور فني يتمثل في تدريب كوادر بشرية، التي لا تقتصر على أبناء الإمارات، بل تضم كوادر عربية وعالمية للقيام بدورها في الحفاظ على التراث وقت الأزمات، ومنها دورة تدريبية بعنوان تدريب القيادات لحماية التراث في أوقات الأزمات وكانت برعاية كريمة من حاكم الشارقة، وهي تقدم طرقاً علمية وخططاً استراتيجية في وقت الأزمات، وتدريب هذه الكوادر للحفاظ على تراثها من الضياع. تراث الأمم قالت أسماء السويدي، مدير معهد الشارقة للتراث: يتجسد تراث الأمم من خلال فنونها ومعمارها وثقافتها، لذا حرصت الإمارات على القيام بدور كبير في الحفاظ على التراث العالمي، باعتباره تراثاً إنسانياً، ومن هذا الدور ما يقدمه معهد الشارقة للتراث من عمل دورات تدريبية تخرج الكوادر البشرية المدربة للقيام بدورها والورش الفنية لتأهيل المختصين بالحفاظ على التراث، ولا يقتصر ذلك على التراث الإماراتي، بل يشمل الخليجي والعربي، بجانب الشراكات والمبادرات العالمية التي يشارك بها، فنحن نتعامل مع التراث بوصفه إنسانياً عالمياً يجب الحفاظ عليه. وتضيف: يتعرض التراث الفني والثقافي الذي يعد جزءاً من الثقافة الإنسانية، بجانب ما يعكسه من وعي جماعي للأمم، إلى الضياع والاندثار، ما يؤكد الحاجة الملحة لحمايته، لذا خصصنا قسماً فنياً للحفاظ على التراث المادي من مخطوطات علمية تراثية وتدريب الكوادر البشرية على ذلك، وعرض التراث العالمي في فعاليات مستمرة طول العام. وترى بدرية الحوسني مديرة بيت الموروث الشعبي أن ما تركه الأجداد يعد تراثاً ثقافياً رسم معالم الحضارات ووحّد البشرية عبر تاريخ مشترك، لذا يجب حمايته خلال فترات النزاع من الاندثار. اتفاقيتان للحفاظ على التراث وعن دور الإمارات قالت الحوسني: وقعت الإمارات اتفاقيتين في هذا الشأن الأولى معنية بالحفاظ على التراث المادي والأخرى للحفاظ على التراث غير المادي في العام 2005 بجانب عدد كبير من المبادرات الحكومية والمؤسسات المعنية بالتراث، والتي تشمل التراث الإماراتي والعربي والعالمي. وأضافت: إن دعم الإمارات لا يتوقف في سبيل الحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة ولاسيما أن الإمارات إحدى الدول الأعضاء في منظمة اليونيسكو المختصة بهذا الشأن، ولها إسهامات كبيرة وجهود في تدريب مختصين من سوريا ومصر والعراق واليمن في كيفية الحفاظ على التراث من خلال دورات تدريبية وورش، والقيام بأبحاث علمية، وطرح دبلومات علمية متخصصة. ويرى عبد العزيز صالح رئيس مركز دبي للوثائق التاريخية أن مشاركة الإمارات في الحفاظ على التراث العالمي بشقيه المادي وغير المادي ضخمة، منها الحفاظ على المخطوطات التاريخية وترميمها وتوفير كوادر بشرية مدربة، أو من خلال الاعتناء بالمناطق التراثية وتخصيص ميزانيات ضخمة لها. ويقدم صالح مثالاً لذلك، وهو الاعتناء ببعض من المناطق التراثية في دبي وجعلها واجهة سياحية وثقافية جاذبة، على المستوى المحلي أما على المستوى العربي فما خصصه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من ميزانية ضخمة لإعادة بناء وترميم مكتبة البحث العلمي بالقاهرة بعد حرقها، بجانب إمدادها بعدد كبير من الكتب والمخطوطات العلمية التي فقدت، يعد دليلاً على دور الإمارات الذي تجاور المحلي إلى العالمي. ويرى صالح أن هذه المبادرات الخلاقة تحفظ للتراث العالمي بقاءه وترعى حق الأجيال القادمة فيه، كما أنها تضع حلولاً ملموسة ومبتكرة لاستدامته طويلاً. دور عالمي للدولة علي المطروشي مستشار التراث والتاريخ المحلي قال: يتعدى دور الإمارات في الحفاظ على التراث الإنساني المحلي والعربي ليصل إلى دور عالمي، فما تقوم به المؤسسات المعنية بالشأن التراثي في الإمارات، يسهم في تضافر الجهود الدولية للحفاظ على تراث الدول الفقيرة، وغير القادرة على حفظ تراثها، ولاسيما التي تمر بظروف صعبة. ويؤكد المطروشي أن بعض الدول تحتاج للكثير من الدعم للحفاظ على تراثها باعتباره تراثاً إنسانياً يجب الحفاظ عليه منها دولة اليونان مهد الحضارات القديمة وكنز التراث العالمي ومبادرات الإمارات سيكون لها دور في دعم هذه الدول الفقيرة وغير القادرة. ويؤكد المطروشي أن هناك جهوداً تبذل على مستوى المؤسسات بجانب الحكومة، ومنها ما يقوم به مركز جمعة الماجد في الحفاظ على التراث العالمي للمخطوطات والذي لا يقتصر على ما هو داخل الدولة بل يقيم شراكات دولية وعالمية وله دور في تدريب كوادر من جميع الدول العربية والإسلامية والإفريقية، وكان إيفاد خبير المخطوطات بسام داغستاني إلى عدد من الدول الإفريقية النيجر ومالي وجنوب إفريقيا وغيرها لحفظ ما لديها من مخطوطات تراثية يعد دوراً مهماً لما تقوم به الإمارات على المستوى العالمي
مشاركة :