شيخة محمد الجابري تكتب: مشاهدات من الحياة

  • 1/17/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرة هي المشاهد التي تتجلى أمامنا كل يوم، ونحن نعيش هذه الحياة المضطربة بظروفها، واستقرارها وتقلباتها، وأوضاع وسلوكيات البشر فيها، مشاهد تُفرح القلوب وتُسعدها، وبعض مشاهد تؤلمها وتوجعها، مواقف تحدث أمامنا كثيراً ما نتساءل عن سبب حدوثها، غير أننا لا نحملُ في الغالب إجابات للسؤال، وإنما هي مجرد توقعات وأفكار تروح وتجيء قد لا تصل إلى نتيجةٍ مرتجاة. من المشاهد التي تربكك كإنسان لديك حسٌّ وشعور بالمسؤولية وإيمان عميق بخطأ ما يحدث، أن تقع عينك على مشهد لسيدة فاضلة ملتفة بعباءتها وشيلتها «الوسمة» وهي مقعدة على كرسي متحرك في السوبرماركت لتقتني احتياجات منزلها، للوهلة الأولى تعتقد أنها وحيدة لا معيل لها، ولما أن تسمعها تحادث أحد أبنائها هاتفياً بذاك الحنان والحب تعرف أن لديها أسرة وأبناء، وها هم يتركونها وخادمتها تتجول معها، تشعر بدوار في رأسك، وتتمنى لو أن الأرض قد انشقت وابتلعتك في تلك اللحظة؟ في بعض المنازل تجد الكثير من الحيوانات الأليفة من يعتني بها، ويخصص لها الغرف بكل شيء تحتاجه قطة أو كلب، من غذاء وكساء، ووسائل ترفيه ولهو، وفوق ذاك كله أوقات مخصصة للصالون والمستشفى والتّنزه بعيداً عن الضجيج، وكأن ذاك الكائن أهم بكثير جداً من أي شيء آخر، حتى إنك تشعر في لحظةٍ ما لو أن تُصبح قطةً لتحظى بتلك الرعاية والحب. كانت الأمهات من قبل توصي البنات بضرورة الاحتشام وجعل الحياء سمة من أسمى الصفات التي يجب أن يتحلّينَ بها، فالبنت الحشيمة مطلوبة وهي عزيزة وغالية في عين المجتمع وكنّ يقُلن في وصاياهن الذهبية «البنت مثل الثوب الأبيض نقطة تؤثر فيه» لتنتبه البنات لذاك البياض فيحافظن عليه، اليوم نعيش زمن الملابس المهترئة التي تسمى موضة، و«البنطلونات فوق الكعب ونص الصيم تقول صيم خصيفي ظاهر»، و«لُوقايه ما توقل على الراس» عادي أن تُرمى على الأكتاف، وإذا ما وجهتَ أو نصحت َفأنت متخلفٌ رجعيٌّ، وموضة قديمة.

مشاركة :