شيخة الجابري تكتب: متحورات الحياة الجديدة

  • 9/25/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لستُ أعني متحورات «كورونا» التي تطلع على العالم كلما غادر متحور خلّف وراءه آخر، لينشر الرعب في نفوس البشر بعد تجربة 2020 المريرة، بما تركتهُ من آثار نفسية واقتصادية واجتماعية، هناك متحورات كثيرة حولنا ليست ذات صلة بالفيروسات وقانا الله جميعاً منها، متحورات في السلوك، وفي القيم، في شكل الحياة التي يطلع علينا فيها كلّ صباح أسلوب حياة مختلف، وحضور غريب لبشر لا نعرف كيف سيكونون في المستقبل، وما الذي يحملونه من رسائل ومضامين للأجيال القادمة. هناك متحورات عديدة داخل الأسرة مثلاً أبناء لا يؤمنون إلا بهم، هكذا تعلموا من وسائل التواصل الاجتماعي والغثاء الذين يتعرضون له على مدار الساعة، هناك متحورات في شكل الصداقات والمحبة بين الناس ما عاد الصديق الذي يعيشك وكأنه أحد أسباب سعادته، ورفيق دربه موجوداً، من الصعب وبكل مرارة أكتبها أن تعثر عليه فقد تغيّرت معايير الصداقة والود والمحبة بين الناس، كان الخل الوفي مضرب مثل، يبدو أن المثل سيكون أكثر صعوبة هذا الزمن بما يحمل من متغيرات. كنتُ قبل أيام في محاضرة تواجدت فيها مجموعة من الشابات والبنات الصغيرات الطازجات اللائي لم يتأثرن بعدُ بما يحيط بهن من تحولات نخشى عليهن منها، ولفت انتباهي سؤال ألقته المحاضِرة حول كيف نتعلم «السنع»، فقالت إحدى الشابات من «السوشيل ميديا» أصابني رد تلك الصغيرة بالرعب، تصورتُ للحظة أنها ستبني معرفتها القادمة من وسائل التواصل من خلال ما تتابعه من غثٍ ثمينه قليل، وتصورت في لحظة كيف هي علاقتها بأسرتها، وهل للوالدين دورٌ في حماية هذه الفتاة وإخوتها؟.. أسئلة عنّت في بالي لستُ معنيةً بالطبع بالإجابة عنها، لكن خوفي عليها كان أكبر من تصور الإجابات. هناك متحورات تعمل على غرس قيم وأفكار جديدة، كما وتروّج لتصرفات وسلوكيات هي غامضة بالنسبة للصغار، من المهم للأسر أن تستيقظ فليست العبرة في هاتفٍ يحملونه، ولكن في كيفية استخدامه واستثمار ما يحمله من إيجابيات من خلال بعض المواقع والشخصيات التي تتحور لكن للأفضل وليس الأسوأ، ذلك أن النماذج الجيدة تكاد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة في وقت تتضخم فيه أخرى، خارجة عن معايير عميقة من المهم أن يُنشأ عليها الأبناء. ليست المتحورات بالضرورة ترتبط بالطب وعالمه وما يحمله من متغيرات، هناك متحورات زمنية ومكانية يحملها إلينا هذا الوقت الذي نعيشه، وعلينا جميعاً أن نكشف عن وجوهنا واهتمامنا لمواجهتها، هذه المتحورات لا تعترف بالكمامات فانزعوها من أجل مستقبلٍ وضّاءٍ لكم ولأبنائكم.

مشاركة :