طب الطيران هو أحد تخصصات الصحة المھنية أو الطب الوقائي يعنى بفسيولوجية ونفسية المتعاملين مع الطائرة في الطيران (طاقم الطائرة، أو ركاب، مراقبون جويون، مھندسو الصيانة). ولكي نتعرف اكثر عن طب الطيران واهدافه حاور الخليج الطبي الدكتورة وردة حسن استشاري طب العائلة واخصائي طب الطيران. ما ھو طب الطيران؟ ھو تخصص يعالج المشاكل التي يواجهها الطيار ومرافقوه بتطبيق العلوم الطبية لمنع العوامل البشرية المسببة لحوادث الطيران داعماً سلامة الطيران. يتناول طب الطيران دراسة تأثير التغيرات في خصائص الغلاف الجوي على الجسم البشري حيث يدرس ظروف العمل المھنية للعاملين المختصين بالطيران للحفاظ على صحتھم والرفع من قدرتھم على العمل وتأھيل أطباء الطيران لحل المشاكل التي تواجه المسافرين وتقديم التأمين الطبي للطيران العسكري والمدني. يسمى اختصاصي طب الطيران الفاحص الطبي للطيرانAviation Medical Examiner وفي الوطن العربي يسمى طبيب الطيران. ما ھي أقسام طب الطيران؟ يقسم طب الطيران إلى خمسة أقسام ھامة ورئيسية وھي: 1- فيزيولوجيا الطيران. 2- صحة (وقاية) الطيران. 3- علم النفس للطيران. 4- لجان الاختبار الطبية لطاقم الطيران. 5 - طب السفر. ويظل القسم الأكبر من طب الطيران مرتبطا بصحة الطيارين. فمن المعروف أن قائد الطائرة ھو المسؤول الأول عن سلامة أرواح مئات الركاب أثناء رحلات الطيران. وھناك العديد من الأسباب التي قد تؤثر على كفاءة قائد الطائرة وبالتالي على سلامة الرحلة، من بينھا الإصابة بالأمراض المختلفة، أو تناول بعض العقاقير، أو الشعور بالتوتر والانفعال، أو تناول المشروبات الكحولية، أو حتى الشعوربالإرھاق. وھنا يأتي دور فريق أطباء الطيران للاطمئنان على صحة قائد الطائرة ومنحه شھادة لياقة طبية صالحة وسارية المفعول ليتمكن من قيادة الطائرة بأمان. كما يمثل طب السفر للمسافرين جزءا ھاما من طب الطيران. فالكثير من المسافرين الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والأنيميا، وكذلك المسافرين لتلقي العلاج في الخارج، يجب عليھم مراجعة طبيبهم المعالج قبل السفر، حيث ھذا يقوم بالتواصل مع طبيب الطيران لتقديم أفضل الحلول الصحية للمسافر المريض قبل السفر، وأخذ الاحتياطات اللازمة كافة لضمان سلامتهم. كيف يختلف طب الطيران عن بقيه فروع الطب؟ ھناك مجموعة من الأمراض لم يعرفھا الإنسان قبل عصر الطيران، منھا مرض جوع الأوكسجين، وأمراض الشدة الضغطية للأذن والشدة الضغطية للجيوب الأنفية والشدة الضغطية للأسنان والشدة الضغطية للأمعاء، ومرض تخلخل الضغط الذي يحدث في ظروف خاصة، ومرض تخلف الساعة الداخلية الذي يطلق عليه (بالجيت لاك)، ھذا إضافة لرھاب الطيران ومرض دوار الجو وھنالك أمراض أخرى تحتاج إلى طبيب الطيران حصرياً لمعالجتھا. كما أن طب الطيران طب شامل، وليس محدودا كما يعتقد البعض، فھو يشتمل على مجالات الطب الأخرى كالطب النفسي، القلب، الأعصاب، العين الأنف والأذن والحنجرة، وأمراض الغدد الصماء والجھاز الھضمي، ويتطلب الماما خاصا بالأدوية المستخدمة في علاج مختلف الأمراض ومدى ملاءمتھا للطيران وفق قوانين طب الطيران المدني المتبع. ماھي أھداف طب الطيران؟ 1- تحديد الشروط الصحية والفيزيائية للمرشحين للدراسة في معاھد الطيران، من طيارين ومضيفين ومهندسي ومراقبين جويين. 2- البحث والتطوير الدائم للقوانين الطبية والنفسية. وإجراء الدراسات والبحوث المرتبطة بھذا المجال. 3ـ وضع الأسس العلمية لأنظمة العمل, الراحة, التغذية, الحمل الأمثل الطبيعي للطيران. 4-الدراسة الطبية لأسباب وشروط حوادث الطيران المتعلقة بشخصية الطيار, وإعداد المناھج الخاصة بالتحقيق الطبي. 5-إعداد التدابير الطبية فيما يخص تقديم المساعدة للطاقم والمسافرين على الطائرات والمعاونين من الكوارث أثناء الھبوط الاضطراري إضافة إلى تقديم المساعدات الطبية أثناء الطيران وفي ظروف الإخلاء الجوي للمرضى والمصابين. 6-وضع الأسس والقواعد التنظيمية للخدمات الطبية في الطيران, والصحة الوقائية والسلامة للطيران, والخدمات الصحية للعاملين والمسافرين في المطارات. ما هي أهم التحديات الذي قد تواجه طبيب الطيران؟ طب الطيران تخصص دقيق يجمع بين الطب والقوانين العالمية المتبعة، وکثيرا ما يجد طبيب الطيران نفسه في مواقف تتطلب منه اتخاذ قرارات صعبة في وقت قصير، قد تتعارض فيھا القوانين والمعطيات الطبية. فمثلا عندما يكون الطيار يعاني مرضاً لا يستطيع العمل في مجال الطيران، مما يضطر طبيب الطيران إلى سحب أو إيقاف رخصة الطيار. كما أن بعض المرضى قد يخفي بعض الحقائق الصحية المتعلقة بمرضه خوفا من إيقافه عن مزاولة عمله.
مشاركة :