نورد ستريم 2 ورقة ضغط ألمانية لحل الأزمة الأوكرانية |

  • 1/19/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقود ألمانيا التي تتمتع بعلاقات جيدة نسبيا مع روسيا مساعي لتهدئة التوتر بين موسكو وكييف عبر الدبلوماسية والحوار، لكنها لم تتخلّ عن نبرة تهديد بإجراءات ضد خط غاز روسيا باتجاهها وهو نورد ستريم 2 الذي تدعو عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى إيقافه. وأثار التهديد الذي أشارت إليه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في كييف الاثنين حفيظة نظيرها الروسي سيرجي لافروف الذي التقاها الثلاثاء في موسكو. وقال لافروف لنظيرته الألمانية إن “تسييس مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 يأتي بنتائج عكسية”. ينس ستولتنبرغ: سنرسل قريبا مقترحاتنا إلى روسيا ردا على مطالبها الأمنية ويقول مراقبون إن اتخاذ ألمانيا إجراءات ضد خط الغاز الروسي قد يكون له أثر اقتصادي بالغ على موسكو التي يشهد اقتصادها ركودا، وهو ما قد يمثل ورقة ضغط أوروبية حقيقية لتفادي غزو روسي محتمل لأوكرانيا. وفي المقابل، يرى محللون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يساوم أبدا تحت أي ظرف على حدود بلاده مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبالتالي فإن أي نوع من التهديد لن يثنيه عن التدخل كما فعل قبل ذلك في شبه جزيرة القرم. ويشير هؤلاء إلى أن روسيا تضع سيناريو غزو أوكراني قيد التفعيل إذا ما تطلبت الحاجة ذلك، لكنها لن تمانع في مزيد مناقشة الوضع مع الغرب وحلف شمال الأطلسي بناء على ردهم على مطالبها الأمنية. وتطالب موسكو بعدم ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي كون ذلك يمثل تهديدا مباشرا لأمنها القومي. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء إن الحلف سيرسل قريبا مقترحاته المكتوبة إلى روسيا ردا على مطالب موسكو الأمنية واقتراحا لإجراء محادثات جادة حول الحد من الأسلحة وإجراءات الشفافية. وقال ستولتنبرغ “سننقل قريبا مقترحاتنا المكتوبة إلى روسيا، أوضحنا لهم ذلك”. وفي المقترحات، سيعلن حلف شمال الأطلسي استعداده للمشاركة في محادثات جادة حول الحد من الأسلحة وإجراءات للوصول إلى المزيد من الشفافية في ما يخص التحركات العسكرية ونشر الصواريخ. ورغم تأكيد وزير الخارجية الروسي أنه لا فائدة من استئناف المفاوضات في ظل عدم استجابة الغرب للمطالب الروسية، إلا أنه ترك الباب مفتوحا عندما قال الثلاثاء إن بلاده ترحب بمشاركة الولايات المتحدة في حل أزمة الشرق الأوكراني. وبدأت جولة ثالثة من المباحثات بين الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا الخميس الماضي. ووصف المسؤولون الروس اجتماع المنظمة بأنه استعراض جانبي إلى حد كبير. ولم يلتزم الجانب الروسي بإجراء مباحثات لاحقة، حيث ألمحت موسكو إلى أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود أو اختلاف في المواقف بشأن قضية توسع الناتو. وكان جون هيربست، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في أوكرانيا وأحد كبار مديري مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، قد قال في وقت سابق “إن موسكو متموضعة بشكل جيد للغاية ويمكنها التحرك بسرعة بالغة… ومن المؤكد أنهم يمثلون تهديدا. وهم في وضع يمكنهم القيام بما يريدونه إذا أرادوا”. ويضيف إيبسكوبوس أنه مع ذلك يواصل المسؤولون الروس تأكيدهم على أنه ليست لدى روسيا خطط لمهاجمة أوكرانيا، وأن لهم الحق غير القابل للتفاوض في نشر القوات ونقلها إلى حدودها حسبما يتراءى لها. وقالت ليندا توماس – جرينفيلد مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة “أتمنى أن أصدق ذلك، وأتمنى أن يكون حقيقيا أنه ليست لديهم خطط، ولكن كل ما شاهدناه حتى الآن يوضح أنهم يقومون بتحركات في هذا الاتجاه”. وقد ألمح البيت الأبيض الجمعة الماضي إلى احتمال قيام موسكو بتدبير عملية سرية في شرق أوكرانيا كمبرر لغزو كل البلاد أو جزء منها. وجاء في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلها مسؤول أميركي لم يذكر اسمه أن “روسيا تمهد لأن يتوفر لديها خيار تلفيق مبرر للغزو، بما في ذلك من خلال أنشطة تخريبية وعمليات معلوماتية، باتهام أوكرانيا بإعداد هجوم وشيك ضد القوات الروسية في شرق أوكرانيا”. ورقة ضغط ألمانية وأضاف المسؤول أن العناصر الروسية “يجري تدريبها على حرب المدن واستخدام المتفجرات لتنفيذ أعمال تخريب ضد القوات التي تعمل بالوكالة لصالح أوكرانيا”. ووصف جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التقييم بأنه “قابل للتصديق للغاية”. وحذر الرئيس الروسي في حديث هاتفي مؤخرا مع نظيره الأميركي من أن أي فرض للمزيد من العقوبات الأميركية على روسيا يمكن أن يؤدي إلى قطيعة كاملة في العلاقات الثنائية. وكان المسؤولون والمعلقون الروس قد ألمحوا في وقت سابق إلى أن الكرملين قد يبحث أيضا إمكانية نشر أنظمة أسلحة تكتيكية واستراتيجية في بيلاروسيا وصربيا. وكان كبار المسؤولين الروس قد أكدوا طوال المفاوضات أن الكرملين لن يسكت على الوضع الراهن في ما يتعلق بتواجد الناتو في شرق أوروبا. وقال أليكسندر لوكاشيفيتش ممثل روسيا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس الماضي إن “روسيا دولة محبة للسلام، لكن لا نحتاج السلام بأي ثمن… وإذا لم نسمع ردا بناء على مقترحاتنا خلال إطار زمني معقول واستمر السلوك العدائي تجاه روسيا، فإننا سوف نتخذ الإجراءات الضرورية لضمان التوازن الاستراتيجي والقضاء على التهديدات غير المقبولة بالنسبة إلى أمننا القومي”. وأعلن وزير الخارجية البولندي زبيجنيو راو في أعقاب المباحثات أن “خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكبر الآن من أي وقت مضى خلال الثلاثين عاما الماضية”. واستبعد البيت الأبيض وضع جنود أميركيين على الأرض في حالة أي سيناريو لغزو أوكرانيا، ولكنه يقول إنه على استعداد للرد على أي “عدوان” روسي محتمل بمجموعة كبيرة من العقوبات، وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لكييف، وإجراء تغييرات بالنسبة إلى وضع قوات الناتو في منطقته الشرقية. وقالت روسيا، في وقت سابق، إن الجيش الأوكراني، وبدعم من أسطول الناتو في البحر الأسود، ينفذ عمليات عسكرية بالقرب من حدودها، مستخدما أسلحة يمكن أن تصل بسهولة إلى الأراضي الروسية. كما تدعي موسكو أن الشركات العسكرية الأميركية الخاصة تقدم مساعدة عسكرية للجيش الأوكراني، وهذا هو سبب قلقها “الشديد”. ورفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط “عدوانية” لديها تجاه أوكرانيا.

مشاركة :