مع تعثر مفاوضات الاتفاق النووي، خرجت تحذيرات من إمكانية إقدام الولايات المتحدة على فرض عقوبات أحادية الجانب ما يعني استمرار معاناة الاقتصاد الإيراني. صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تناولت الموضوع تحت عنوان “طهران تتفاخر بمقاومتها الاقتصادية للعقوبات الأمريكية”. وقالت الصحيفة، إن إيران تشعر بالجرأة خلال مشاركتها في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في فيينا، لكن ارتفاع معدلات التضخم يؤجج استياء الرأي العام داخليا ما يدل على أن صبر الإيرانيين ينفد خاصة مع تزايد معدلات الفقر والبطالة. وأضافت الصحيفة، أن إيران عمدت منذ عقود على تبني استراتيجية لمواجهة التداعيات الاقتصادية للعقوبات الأمريكية حيث تبنيت ما يعرف باقتصاد المقاومة ضد العقوبات، مضيفة أن إيران ركزت على سوقها المحلي وقامت بالحد من اعتمادها على الواردات كما زادت الصادرات من السلع غير النفطية وبيع المزيد من النفط للصين. وأشارت الصحيفة إلى أن قادة إيران قالوا إنهم نجحوا في هذه الاستراتيجية، حيث بدأ الاقتصاد ينمو مرة أخرى، مضيفة أن إيران نجت من بعض أكبر التهديدات الاقتصادية والعسكرية في السنوات الأخيرة ما انعكس إيجابيا في تقرير للبنك الدولي أظهر أن الاقتصاد الإيراني يتعافى تدريجيا بعد عقد من النمو الاقتصادي الضعيف. وقالت الصحيفة، إنه رغم ذلك، فإن إيران تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة ما أثار مخاوف اندلاع مظاهرات إذ ذكرت الصحيفة أن التظاهرات لا تقتصر على أبناء الطبقة الوسطى المتعلمة التي تطالب بمزيد من الحريات الاجتماعية والسياسية إذ ركزت الاحتجاجات الأخيرة في الغالب على المشاكل الاقتصادية خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
مشاركة :