تنطلق غدًا الجمعة، فعاليات المؤتمر الحادي عشر في "ضروريات طب أمراض الصدر"، الذي دعت إليه شعبة الأمراض الصدرية بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الباطنية. وأوضح رئيس المؤتمر مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أن الربو يُعتبر من أكثر الأمراض الصدرية شيوعًا، وتتفاوت مدى الإصابة به من منطقة لأخرى، ولكن ربما يصيب ما بين ٦- ٢٠٪ من المجتمع، وهناك مرض السدة الرئوية الناجم عن التدخين (غالبًا)، ويصيب حوالى ٢.٤٪ من المجتمع؛ ولكن يُعتقد أن النسبة أكبر من ذلك، وهناك الكثير غير مُشَخَّصين تشخيصًا صحيحًا. وتابع "ولي" أن انقطاع النفس الانسدادي أيضًا يعتبر من أمراض الصدر، ويصيب 8.8% من المجتمع السعودي، (12.8% منهم من الذكور و5.1% من الإناث)، وربما النسبة الحقيقية أكبر من ذلك؛ لكن لقلة إحاطة الأطباء بهذا المرض ووجود مراكز محترفة محدودة يكون التشخيص أقل من المتوقع. ولفت إلى أن خطورة هذا المرض تكمن في المضاعفات التي قد يؤدي إليها إذا لم يشخص ويعالج بشكل صحيح؛ مثل أمراض القلب كالذبحة القلبية، واضطراب النبض، وفشل عضلة القلب؛ بل وأيضًا الجلطة الدماغية، بجانب أعراض النعاس الشديد أثناء النهار، وما قد يؤدي إليه من حوادث السير وحوادث العمل. وأردف "ولي" أن المؤتمر يتطرق أيضًا للحديث عن أمراض ليست شائعة لكنها مهمة جدًّا، وقد تفتك بالمريض أكثر من الأمراض الخبيثة، ومن هذه الأمراض ارتفاع الضغط الرئوي، وأيضًا التليف الرئوي؛ مشيرًا إلى أن الطب الحديث توصل إلى علاجات مهمة جدًّا لهذين المرضين الخطيرين، تُمَكن المريض من العيش بمشيئة الله لمدة أطول وحياة أكرم. وأكد "ولي" أنه حديثًا ومع الجائحة، أصبح العديد من مصابي كورونا أيضًا مصابين بالتهابات رئوية مزمنة قابلة للعلاج؛ ولكن التأخر في ذلك ربما يؤدي إلى تليف رئوي؛ مشيرًا إلى أن المؤتمر سيناقش هذا الموضوع بشيء من التفصيل بإذن الله. وبيّن "ولي" أن استخدام العلاجات البيولوجية الحديثة ساعدت في التقليل من نوبات الربو والتنويم، وبالإضافة إلى ذلك قللت من أعراض الربو لدى المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة، وساعدت أيضًا في التقليل من الحاجة إلى الكورتيزون لمرضى الربو، ولكن يعتبر استخدام العلاجات البيولوجية مكلفًا من الناحية المالية، وهو فقط للمصابين بالربو الشديد وتحت إشراف أطباء الصدر أو الحساسية المختصين. وقال إن مؤتمر طب الصدر الذي يبدأ أعماله غدًا الجمعة يبحث خلال يومين 6 محاور رئيسية وهي: (ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ومستجدات العلاج، وتشخيص وعلاج التليف الرئوي، والربو الشعبي المزمن، ودور الأدوية الحديثة البيولوجية، وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وكيف يختلف العلاج من شخص إلى آخر، ودور أجهزة "السي باب" في الحماية من أمراض القلب، ومرض السدة الرئوية علاجها آثارها مضاعفاتها)، والمحور السادس خُصص لموضوع كورونا وآثارها على الرئتين وكيفية علاج ذلك. وتابع أن اللقاء يتضمن ورشة عمل عن استخدام الأشعة الصوتية في تشخيص أمراض الصدر، وأيضًا فحص التنفس وكيف يعمل وكيف يترجم.. ويشارك في المؤتمر 30 طبيبًا وطبيبة متحدثين ورؤساء الجلسات، وتم اعتماد 14 ساعة أكاديمية كتعليم طبي مستمر من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وسيكون الاشتراك فيه حضوريًّا، وكذلك عن بُعد للراغبين في ذلك.
مشاركة :