علاقة المثقف بالسلطة.. أنطونيو قرامشي مثالا لذلك!

  • 1/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مرت العلاقة بين المثقف والسلطة عبر التاريخ بمراحل عدة فحين نتحدث عن المثقف العربي الذي يراه البعض كاشفًا أو مزورًا تمامًا مثله مثل غيره من المثقفين في الشرق وفي الغرب.. هذا المثقف الذي استيقظ على أعمال مفكرين عرب كبار كمحمد عبده وجمال الدين الأفغاني هذه الصحوة الإسلامية أو العروبية (إن صح التعبير) كان لها الأثر الكبير في توجيه الأمة العربية بعيدًا عن الدولة العثمانية التي اتبعت سياسة التتريك الفاشلة فكانت القومية العربية هي خير رد على هذه السياسة التركية. كثير هم المثقفون الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لكتبهم أو قصائدهم ولكن تظل العلاقة بين المثقف والسلطة لها أشكال متعددة فلو أخذنا مثلاً مثقفاً إيطالياً معروفاً وهو أنطونيو قرامشي ووضعناه تحت المجهر كمثال للعلاقة بين المثقف والسلطة عبر التاريخ وشاعر عربي آخر أيضًا وهو أبو الطيب المتنبي وعلاقته بسيف الدولة غير أن هناك تباعداً شديداً بين قرامشي الذي انتقد موسوليني وجهًا لوجه ودفع حياته ثمنًا لذلك في السجن ولكن المتنبي قد حظي بالتكريم والجوائز والهبات من سيف الدولة جزاء مدح المتنبي له. المتنبي شاعر عربي عظيم قد لا يضاهيه في اللغة العربية أحد وله الكثير من القصائد المميزة التي خلدت صاحبها كما أن المتنبي عبقري في البلاغة والوصف ويظهر ذلك جليًا في قصائدة. وأما بالنسبة للمفكر الإيطالي الكبير أنطونيو قرامشي فهو صاحب الغرامشية التي هي فلسفة البراكسيس وأودع السجن بناء على أوامر الزعيم الإيطالي الفاشي بنيتو موسوليني، فغرامشي كان مؤيدًا للدولة الهنغارية والروسية وأعلن قطيعته وهو في السجن مع ستالين وذلك في مذكراته. تقلبت العلاقة بين المثقف والسلطة فالبعض يرى بأن على المثقف أن يكون كاشفًا لهذه السلطة لا أن يكون تابعًا لها والبعض الآخر يرى بأن المثقف والسلطة وجهان لعملة واحدة وبعيدًا عن هذا وذاك فهناك العديد من الشعراء العرب الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لقصائدهم مثل المتنبي وبشار بن برد والحلاج وصالح بن عبدالقدوس وحماد عجرد وطرفة بن العبد وغيرهم الكثير الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لشعرهم.

مشاركة :