ملامح من استراتيجية تطوير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي (1)

  • 1/20/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬إطار‭ ‬أولوية‭ ‬تنمية‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ ‬بخطّة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬عقد‭ ‬المهندس‭ ‬كمال‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬محمد‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬مؤتمرا‭ ‬صحفيا‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭/‬يناير‭/‬2022‭ ‬لعرض‭ ‬استراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ (‬2022-2026‭)‬‭,‬‭ ‬ولأهمية‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬حاضر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ومستقبله‭ ‬الزاهر‭ ‬بعون‭ ‬الله‭,‬‭ ‬سنتعرض‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬ملامحها‭ ‬ومجالات‭ ‬تأثيرها‭ ‬والقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭,‬‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬نذكر‭ ‬بتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬بشأن‭ ‬دعوة‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬مضامينها‭,‬‭ ‬ففي‭ ‬خطاب‭ ‬جلالته‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر2019‭,‬‭ ‬وجه‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تباشر‭ ‬الحكومة‭ ‬بوضع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬تؤمن‭ ‬لنا‭ ‬الاستعداد‭ ‬الكامل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬بتبني‭ ‬وتوظيف‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والخدمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬الأنظمة‭ ‬اللازمة،‭ ‬واستكمال‭ ‬البنى‭ ‬التقنية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬النوعية،‭ ‬لضمان‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬مردود‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني‮»‬‭.‬ ثم‭ ‬أكد‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬المضامين‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭,‬‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2020‭ ‬بالقول‭ ‬على‭ ‬‮«‬المؤسسات‭ ‬الاستثمارية‭ - ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ - ‬بتوجيه‭ ‬رؤوس‭ ‬أموالها‭ ‬إلى‭ ‬المجالات‭ ‬التنموية‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬أهمية‭ ‬وجدوى‭ ‬تطويرها،‭ ‬كمجال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬وتأمين‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الغذائي،‭ ‬وهي‭ ‬أولوية‭ ‬تستدعي‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‮»‬‭,‬‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬وإدراكه‭ ‬العميق‭ ‬لطبيعة‭ ‬التطورات‭ ‬التقنية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬المعاصرة‭ ‬وآثارها‭ ‬العميقة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭. ‬ وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬أن‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬وتداعيات‭ ‬الجائحة‭,‬‭ ‬وأنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬أساليب‭ ‬تقنية‭ ‬لتطوير‭ ‬الأداء‭,‬‭ ‬وليست‭ ‬خيارات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬بين‭ ‬خيارات‭ ‬أخرى‭,‬‭ ‬تملك‭ ‬الدول‭ ‬وقطاعاتها‭ ‬الاقتصادية‭,‬‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬اعتمادها‭ ‬من‭ ‬عدمه‭,‬‭ ‬إنما‭ ‬أصبحت‭ ‬ضرورة‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬منها‭ ‬لاستمرار‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭,‬‭ ‬وأنها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬عليها‭ ‬البيئة‭ ‬التنافسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭,‬‭ ‬وسيكون‭ ‬تطويرها‭ ‬واعتمادها‭ ‬والتمكن‭ ‬من‭ ‬تقنياتها‭ ‬تحول‭ ‬وجوبي‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭,‬‭ ‬ومطلب‭ ‬شعبي‭,‬‭ ‬تستوي‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والمتقدمة‭,‬‭ ‬وآلية‭ ‬متممة‭ ‬ودافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭,‬‭ ‬تستوجب‭ ‬تحديثا‭ ‬للسياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والإدارية‭ ‬والتعليمية‭,‬‭ ‬والبنى‭ ‬اللوجستية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بها‭,‬‭ ‬وهي‭ ‬مكون‭ ‬محوري‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المستهلكون‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بها‭ ‬حاليا‭,‬‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والتفاعلات‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬بيانات‭ ‬بمستويات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬ينبغي‭ ‬معالجتها‭ ‬بذكاء‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭,‬‭ ‬وستصبح‭ ‬تقنيات‭ ‬تعلم‭ ‬الآلة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ذات‭ ‬ضرورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المعلومات‭ ‬الفورية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬لنقل‭ ‬المجتمعات‭ ‬النامية‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا،‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬تساهم‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬يتوافق‭ ‬ويتكيف‭ ‬مع‭ ‬موجة‭ ‬التغيرات‭ ‬والتحولات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬مست‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭,‬‭ ‬لاسيما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منها،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يشهد‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الصناعي‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬المعلومات،‭ ‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬المعـرفة‭ ‬والتقنية‭ ‬والاتصالات‭ ‬مرتكزا‭ ‬له‭,‬‭ ‬وأصبح‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الدول‭,‬‭ ‬وحتى‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التسابق‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬السريع‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬وامتلاك‭ ‬طرق‭ ‬تداولها‭ ‬وتحليلها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬سليم‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الدقة‭ ‬وعمق‭ ‬التحليل‭ ‬وامتلاك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التنبؤ‭ ‬بالمستقبل‭,‬‭ ‬لذا‭ ‬تسعى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لتوجيه‭ ‬واستغلال‭ ‬وتطوير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أدق‭ ‬المعلومات‭ ‬لأجل‭ ‬تسريع‭ ‬واستدامة‭ ‬التنمية‭.‬ ومن‭ ‬حسن‭ ‬حظ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭,‬‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬مرئيات‭ ‬وتوجيهات‭ ‬قيادتها‭ ‬الرشيدة‭,‬‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬حريصة‭ ‬وسباقة‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭,‬‭ ‬وبناء‭ ‬بيئة‭ ‬حاضنة‭ ‬وحافزة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والابتكار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭,‬‭ ‬وتشجيع‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬وإيجاد‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬النظم‭ ‬والتشريعات‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭,‬‭ ‬وجذب‭ ‬الشركات‭ ‬والاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬وبما‭ ‬يرفد‭ ‬ويعزز‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ويُسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬النوعية‭ ‬للمواطنين‭,‬‭ ‬وفقا‭ ‬لأهداف‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬2008‭,‬‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬منتدى‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للحكومة‭ ‬الالكترونية‭,‬‭ ‬ولحد‭ ‬الآن‭ ‬وهي‭ ‬تواكب‭ ‬أحدث‭ ‬التوجهات‭ ‬وتجذب‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والتقنيات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬لتوطينها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بغية‭ ‬تشكيل‭ ‬ملامح‭ ‬استراتيجية‭ ‬حكومية‭ ‬أفضل‭,‬‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬بما‭ ‬يمنح‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والإدارات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬والفاعلية،‭ ‬وبما‭ ‬يتيح‭ ‬إيجاد‭ ‬فرص‭ ‬ومزايا‭ ‬تنافسية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬ممارسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬تستجيب‭ ‬وتستوعب‭ ‬عمليات‭ ‬التغيير‭ ‬الديناميكي‭ ‬السريع‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬احد‭ ‬بعيد‭ ‬عنها‭. ‬لذا‭ ‬جاءت‭ ‬استراتيجية‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ (‬2022-2026‭) ‬لتسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬موقع‭ ‬ومكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬المُبتكرة‭ ‬والخلّاقة‭ ‬وبما‭ ‬يلبّي‭ ‬تطلّعات‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬ومحور‭ ‬التنمية‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬ذلك‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭,‬‭ ‬وللموضوع‭ ‬بقية‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬قادمة‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭. ‬ { أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

مشاركة :