(كونا) -- من نقع الكويت المنتشرة على سواحل تلك المدينة الصغيرة ومن مغاصاتها التي اشتهرت بها في جنوب البلاد ومن خبرات رجالات البحر لديها انتقل التراث البحري الكويتي ليحط في مهرجان كتارا القطري لاطلاع زواره على ذلك التراث المتميز. ويستمتع زوار المهرجان بما كانت تحفل به الكويت من تراث بحري عريق تمثل في سفنها الكبيرة التي كانت تبحر الى الهند وافريقيا ومراكب صغيرة مخصصة للغوص على اللؤلؤ صيفا وادوات ومعدات بحرية وكتب ودفاتر تدون فيها كل تفاصيل الحياة البحرية. ويشارك في مهرجان كتارا السنوي هذا العام عدد من الباحثين الكويتيين في مجال التراث البحري والملاحة البحرية بالاضافة الى عدد من النواخذة الذين عاصروا حياة البحر في الكويت والخليج العربي لينقلوا ذلك التاريخ المجيد الى الاجيال. وقال الباحث في التراث البحري الكويتي الدكتور يعقوب يوسف الحجي لوكالة الانباء الكويتية ان المشاركة في مهرجان كتارا الخامس للمحامل التقليدية تأتي بهدف انجاح هذا المهرجان الذي يبين اوجه التراث البحري الخليجي للاجيال الحالية والقادمة بصورة عملية وبسيطة وواقعية اضافة الى تبادل الافكار وتعزيز التعاون. واضاف الحجي ان مشاركته جاءت للمرة الخامسة على التوالي لاقامة عدد من الفعاليات الخاصة والمتنوعة في التراث البحري الكويتي اضافة الى تقديم بعض الافكار للقائمين على المهرجان. وبين ان ذلك يأتي في اطار التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون في كل المجالات لا سيما في مجال التراث البحري الذي يجمع دول الخليج في السفر والغوص وطلب الرزق. واوضح ان المشاركة الكويتية في هذا الموسم تنوعت من خلال مشاركة عدد من الباحثين والمهتمين في مجال التراث البحري الكويتي عرضوا بعض المقتنيات والوثائق والرسائل القيمة عن الغوص والسفر اضافة الى بعض الاجهزة والادوات في هذا المجال مبينا ان المشاركة الكويتية لاقت حضورا كبيرا من زوار المهرجان. وذكر ان الكويت ستشارك في مسابقة الغوص المقامة ضمن فعاليات المهرجان من خلال عدد من الشباب مبينا ان المشاركة في هذه المسابقة لها نتائج ايجابية للمشاركين وزيادة الحصص التدريبية الفعلية لهم. وشدد على اهمية اقامة مثل هذه المهرجانات في جميع دول مجلس التعاون بهدف المحافظة على الموروث البحري واحياء تراث الاجداد وتعريف الجيل الجديد به والتذكير بما كان يجده الاجداد من صعوبات في البحث عن لقمة العيش قبل اكتشاف الثروة النفطية. من جهته اكد النوخذة الكويتي خليفة عدنان الراشد ان المشاركة الكويتية تأتي من منطلق تحمل المسؤولية في احياء التراث البحري الكويتي وتقديمه في المحافل الخليجية بالصورة التي تليق به بكل ما يحمله من تاريخ عريق على مستوى دول المجلس. واشاد الراشد بفكرة المهرجان ودوره في اعادة واحياء التراث البحري الخليجي العريق. وأثنى على دور دولة قطر في تقديم صورة مميزة من الماضي واحياء تراث الاجداد والوفاء له وتعريف الجيل الجديد به من خلال العديد من الانشطة المصاحبة بشكل بسيط ومشوق. واعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان الذي رسم صورة حقيقية عن ماضي الخليج في البحر. ولفت الى الاهتمام الجماهيري بالمشاركة الكويتية لما تحمله من اهتمام وماض عريق في التراث البحري لاسيما في مجال الغوص والسفر. من جهته قال الباحث الكويتي في مجال التراث البحري نواف عبدالله العصفور ان مشاركته بمتحفه الخاص بالتراث البحري تأتي للمرة الثانية في هذا المهرجان بعد مشاركته في النسخة الاولى للمهرجان في 2011. وذكر ان المتحف يضم مقتنيات بحرية نادرة تخص معدات الغوص على اللؤلؤ اضافة الى الدفاتر والسجلات الخاصة بالبحارة قديما. واضاف العصفور ان المقتنيات البحرية التي يشارك بها تعكس وتمثل التراث البحري الكويتي الخاص بالغوص على اللؤلؤ. وأشاد بتنوع المشاركة الخليجية بالمهرجان التي تضم مختلف السفن والمتاحف والفنون البحرية التي تقدمها الفرق الخليجية اضافة الى بعض الحرف اليدوية البحرية وادوات ومستلزمات صناعة السفن.
مشاركة :