دَائمًا نَنْتَقد الخطُوط السّعوديّة ورحلَاتها، وحجُوزَاتها وانتظَارَاتها، دُون أنْ نَنظر إلَى سَلبيّات الرَّاكِب السّعودي وسيّئاته، التي غَالبًا مَا تُفاقم مِن تَدهور أدَاء الخطُوط السّعوديّة..! ولَعلَّ أبرَز سيّئات الرَّاكِب السّعودي؛ أنَّه غَالبًا يَأتي مُتأخِّرًا، حَامِلاً "عَفش مُطلّقة"، ثُمَّ يَبحث عَن الفَزْعَة، لكي يُدرك الطَّائرة قَبل عشرين دَقيقة مِن إقلَاعها، وهو يَعلم -مِثله مِثل أي رَاكب- أنَّ عَليه الحضُور إلَى المَطَار قَبل مَوعد الرّحلة بسَاعة ونِصف، أو سَاعتين..! ومِن سَلبيّات الرَّاكب السّعودي؛ أنَّه يُتعب المُضيفين والمُضيفَات؛ بتِكْرَار تَعليمات السَّلامَة، حَيثُ تَمرُّ المُضيفة "مَثنى وثُلاث ورُبَاع"؛ لتَحثَّ الرُّكّاب المُهملين عَلى ضَرورة رَبط الحِزَام، ورَفع طَاولة الطّعام أثنَاء الإقلَاع والهبُوط، وإطفَاء أجهزة الهَاتِف الجوّال طوَال الرِّحلة، رَغم أنَّ كُلّ ذَلك مِن البَديهيّات، التي يَحفظها كُلّ رَاكِب عَن ظَهر ووَجه قَلب..! كَمَا أنَّ مِن سَلبيّات الرَّاكِب السّعودي -أيضًا- أنَّه عَجول (وكَانَ الإنسانُ عَجولاً)، فمَا أنْ تُلامس أرجُل الطَّائِرة أرض المَطَار؛ حتَّى يَفزَّ الرَّاكِب وكَأنَّه "عَنتَرة العبسي"، فَاتحًا الأدرَاج العلويّة، ليَسحب حَقيبته العَزيزة، غَير آبهٍ بتَنَاثُر الحَقَائِب الأُخرَى، ثُمَّ يَنتَصب وَاقفًا عدّة دَقائق في المَمر، مُنتظرًا تَوقُّف الطَّائرة، ودَقَائق أُخرَى مُنتظرًا وصُول السلّم أو الخرطُوم، ودَقائق مِثلها تَمرُّ قَبل فَتْح البَاب، رَغم أنَّ أوّل رَاكِب يَنزل مِن الطَّائرة؛ سيَنتظر آخَر رَاكِب في البَاص الوقّافي..! ولا تَقتصر سَلبيّات الرَّاكِب السّعودي عَلى الفَوْضَى؛ التي يُسبّبها في صَالة المُغَادرة، ولا تَقف عِند حَدِّ مُمَارسَاته الصّبيانيّة أثنَاء الرّحلة، بَل يَدَّخر شَيئًا مِن عِنَاده وإهمَاله لصالة الوصُول، فإذَا كَانت حَقيبته في بَطن الطَّائرة؛ يَنتظرها عِندَ مَخرج خَط سير الحقَائب، وكَم مِن المُثير للدَّهشَة والشَّفقَة -في آنٍ وَاحد- أن نَألف مَشهد الزِّحَام، وتَصادُم عربَات العَفش عِند تِلك الفوّهة؛ التي تَقذف الحَقائِب، رَغم أنَّ طول خَطّ سير تَوزيع "العَفش"؛ يُقاس بعشرَات الأمتَار، ويوصل الحَقيبة لصَاحبها بشَكلٍ آليٍّ..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ هَذه بَعض سَلبيّات الرَّاكِب السّعودي؛ التي قَد تَرْقَى إلَى السيّئات والخطَايَا، ومَع ذَلك تُرافقه في كُلِّ المَطَايَا، وأتمنَّى مِن القُرّاء والقَارئات أنْ يَمدّوني بِمَا فَاتني مِن الخَفَايَا، وسأُخصّص مَقالاً يُسافرُ كُلّ شَهرٍ؛ لكَشف المَزيد مِن الرَّزَايَا..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :