سيرة الكُتَّاب يسيل لها اللُّعاب | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/24/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مَع بِدَاية كُلّ عَام، يَجب أنْ يَكون للإنسَان قَائِمَة أَولويّات، ومَجموعة أَهدَاف يَسعى لتَحقيقها، بَعد أَنْ يَضع خَارطة طَريق لتَنفيذهَا.. هَكَذَا يَفعل العُقلَاء، أمَّا غَير العُقلَاء؛ فإنَّ أَوقَاتهم لَا تَختلف هَذه السَّنَة، عَن شَكلها قَبل عَشر سنوَات..! مَثلًا، إذَا كُنتَ تَسعَى لحِفظ القُرآن الكَريم، فعَليكَ أَنْ تَلتَزم بحِفظ صَفحة كلّ يوم، وتُراجِعها، وتَكون صَارِمًا مَع نَفسك؛ في تَنفيذ هَذه الخُطَّة، لأنَّ نَفْس الإنسَان كالطِّفل، تُحبّ التَّحايُل واللَّف والدَّورَان، وتَعشق العِنَاد والتَّأجيل، وإذَا لَم نَكُن صَارمين مَع أَنفسنا، فإنَّ العُمْر سيَمر، دُون أَنْ نُحقِّق شَيئًا يُذكَر..! هَذا مَا يَخصُّ النَّاس بكُلِّ اتّجَاهَاتهم، أمَّا مَا يَخصّ الكتَّاب، فيَجب أَنْ يَكون عِند كُلّ كَاتِب أَمَل؛ يَرسمه في بِدَاية كُلّ عَام، ويُحاول تَحقيقه، وقَد عَبَّرَ عَن هَذا الأَمَل والطّموح، شَيخُنا الكَاتِب السَّاخِر «أنيس منصور»، حَيثُ يَقول: (كَان أَملي ولَا يَزال مُتواضعًا جِدًّا، ومُستحيلًا أيضًا، لأنَّ أَملي أَنْ يَتّسع وَقتي لكَي أَقرَأ، وإذَا قَرأتُ أَنْ أَفْهَم، وإذَا فَهمتُ أَنْ أُعبِّر عَن ذَلك؛ في لُغَةٍ سَهلةٍ جَميلة، مَفهومَةٍ لأَقَل النَّاس تَخصُّصًا، وأَنْ يَتّسع وَقتي لمُلاحقة الكُتُب الجَديدَة، والمَسرحيّات والأقلَام العِلميّة.. هَذا كُلّ أَملي في هَذه الدُّنيا، وهو -كَمَا تَرَى- يَبدو سَهلًا، ولَكنّه مُستحيل أنْ يَكون عِندي هَذا الوَقت، والقُدرَة والعَافية وطُول العُمر، لأنَّ العِبَارة اللاتينيّة تَقول: «العِلْمُ طَويل والعُمر قَصير»)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُشير إلَى أنَّ العَمليّات التَّجميليّة؛ تُجدِّد أعمَار النِّسَاء، والرِّيَاضَة تُجدِّد أَعمَار الرِّجَال والنِّسَاء؛ عَلَى حَدٍّ سَوَاء، أمَّا الكُتَّاب، فلَا يُجدِّد أَعمَارهم، ويُحيي ثَقَافتهم، ويُوسِّع مَدَاركهم، إلَّا القِرَاءَة.. ثُمَّ القِرَاءَة.. ثُمَّ القِرَاءَة..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :