خبراء عالميون: متحف زايد الوطني قيمة إنسانية

  • 11/20/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فاطمة عطفة (أبوظبي) شهد مسرح منارة السعديات في أبوظبي أول من أمس، جلسة حوارية، نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في إطار «فن أبوظبي»، شارك فيها كل من ريتشارد أرمسترونغ مدير متحف مؤسسة «سولومون آر جوجنهايم»، ونيل ماكجريجور مدير المتحف البريطاني، ومانويل راياتي رئيس تنفيذي للوكالة الفرنسية للمتاحف الذي حضر نيابة عن جان لوك مارتيني رئيس متحف اللوفر باريس الذي غاب بسبب الأحداث الأخيرة في باري، وأدارت الجلسة آنا سومرز كوكس المؤسس والرئيس التنفيذي لجريدة «ذي آرت»، والمفكر الألماني بيتر سلوتر ديجك. أقيمت الأمسية ضمن سلسلة من الجلسات الحوارية وحلقات النقاش المرافقة لمعرض «فن أبوظبي»، وتناول المشاركون فيها بحث مفهوم المتاحف في القرن الواحد والعشرين. استهل أرمسترونغ حديثه حول قيمة المتاحف التي تضم الأعمال الفنية، وأعطاها قيمة كبيرة جداً ذات دلالة روحية، من خلال ولع الناس بزيارة المتاحف لرؤية الأعمال الفنية المعروضة، مشيراً إلى أن هذا يجعل القيمة مرئية، وأضاف قائلاً: «هو نوع من الوحي الذي يمكن أن ينتقل من كونه عملاً فنياً تم في الماضي إلى أن يصبح أثراً أبدياً، وهذا ما يجعل المتحف مكاناً مقدساً»، مبيناً أن الأعمال الفنية التي كانت في المتحف بيعت عام 1737، ومن يقتني هذه الأعمال يعرف أنه حصل على الختم المقدس، لأن التحفة الفنية تحمل الرمز العالمي لهذه الأعمال الفنية الموجودة في متحف ميونيخ، وعند افتتاحه كان سكان المدينة أغلبهم حاضرين، وبحضورهم تبرز قيمة مكانة المتحف». بينما قدم ماكجريجور بعض الصور الملتقطة من الجو لبعض القارات متسائلاً: «أين هو مركز العالم؟ لقد فاجأوني أن أبوظبي مركز للتواصل مع العالم من خلال معالم عديدة، ومنها إنشاء متحف زايد الوطني، والمتحف البريطاني يفخر بدعوتنا وبما شاهدنا في هذا المتحف الوطني، لأنه يشكل التاريخ وما فيه من تراث البيئة والصحراء. متحف زايد ليس فقط للإماراتيين بل للعالم، والنشاط الذي شكل هذا المجتمع بقيمه التاريخية كلها سوف تمثل في هذا المتحف سوف يرتبط بقيم المجتمع المحلي، مبيناً الناس بمختلف انتماءاتهم كيف بنوا الواحات والأدوات التي استخدموها ذلك الوقت ومن بداية التاريخ»، مرفقا حديثه مع عرض قطعة أثرية من البحرين تعود لقبل 5000 سنة، سوف تكون في متحف زايد. ورداً على سؤال لرئيسة الجلسة آنا سومرز بما أن العالم حضارة واحدة، كيف يمكن أن يكون تصادم بين الحضارات؟ وهل يمكن للمتحف أن يجمع ما بين الحضارات؟ أجاب ماكجريجور قائلاً: «المتحف فكرة الشيخ زايد الذي أكد أنه لا يجب أن يكون تصادم بين الحضارات، لأن القطع الأثرية نفسها في المتحف البريطاني، وكان الشيخ زايد يأتي إلى المتحف البريطاني، لذلك مجموعة المتاحف في أبوظبي واتصالها بمتاحف العالم تمثل مقولة زايد»، مختتماً كلامه بأن هذا المتحف سوف يكون الأول لرواية القصة مع العالم. وتحدث جان لوك مارتينيز مستعرضاً لمحة من تاريخ متحف جوجنهايم في نيويورك وأول اطلاقة له سنة 1939، مرفقاً حديثه ببعض الصور لمحتويات المتحف في ذلك الوقت، والتغيرات التي حصلت عليه في الأربعينات، قائلاً «ننتظر القطع الفنية في متحف زايد، وطموح وتفاؤل أبوظبي للنظر إلى الماضي والمستقبل». واختتمت الجلسة مع حديث راباتي مقدماً استراتيجية لمتحف زايد في القرن الواحد والعشرين، وأنه سيكون مكاناً للمعرفة والبحث، وسيضم القسم الإسلامي فيه مجموعات فنية إسلامية، كما أنه يرحب بالقطع والعروض من الفن المعاصر، إضافة إلى استيعابه الزوار، قائلاً: «إن ما هو موجود في متحف زايد من فرق تعمل بشكل دائم بين نيويورك وفرنسا وأبوظبي، تكمل بعضها بعضاً من خلال العمل الهندسي لقبة البناء التي تراعي في تصميمها العوامل البيئية من الرطوبة أو الشمس أو استيعاب الزوار وراحتهم والتواصل معهم».

مشاركة :