يرعى المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي افتتاح مؤتمر الخليج الرابع عشر للمياه المزمع اقامته في الرياض في الفترة ما بين 13 و15 فبراير المقبل في فندق هيلتون الرياض تحت "المياه في دول مجلس التعاون الخليجي ... نحو كفاءة اقتصادية واستدامة مالية". ويدعو المؤتمر الذي تنظمه جمعية علوم وتقنية المياه بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وبدعم من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تبني تحول نموذجي في إدارة موارد المياه في دول مجلس التعاون للانتقال من التركيز الحالي على نهج استدامة الإمداد إلى نهج استدامة الاستهلاك، وتركز أهدافه الأساسية على الكفاءة الاقتصادية في استخدامات المياه والاستدامة المالية للخدمات المائية. يشارك في المؤتمر نخبة من كبار المتحدثين والخبراء في مجال استدامة الاستهلاك، ليستعرضوا السياسات والاستراتيجيات وخطط العمل الاقتصادية الخاصة بقطاع المياه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ سيوفر المؤتمر المعلومات لدعم السياسات واتخاذ القرار فيما يخص تأثيرات استخدام الأدوات الاقتصادية لتحقيق أنماط استهلاك مائي مستدام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويهدف المؤتمر إلى تحديد التحديات والفرص فيما يتعلق بتنفيذ الأدوات الاقتصادية لتحقيق استهلاك مستدام للمياه في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية والسياسية السائدة في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب تبادل الخبرات ودراسات الحالة التي تقدم أفضل الممارسات في دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من دول المنطقة من أجل تحقيق الكفاءة الاقتصادية والاستدامة المالية في قطاع المياه. وستكون مداولات المؤتمر والنتائج التي يتوصل إليها بمثابة مساهمة من دول مجلس التعاون الخليجي لموضوع المياه الذي اختارته الأمم المتحدة لعام 2021: "تثمين المياه". وقال رئيس مجلس إدارة جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية الأستاذ الدكتور عبد العزيز الطرباق: "اعتمدت دول مجلس التعاون الخليجي اعتماداً كبيراً على تحلية المياه لتلبيةً للطلب البلدي المتزايد على المياه، وحالياً، تعتمد معظم نظم إمداد المياه البلدية على تحلية المياه في غالبية دول مجلس التعاون. إلا أن التحلية مصحوبة بتكاليف مالية عالية وبكثافة استهلاك الطاقة، مما يؤثر على كل من اقتصادات دول مجلس التعاون وبيئتها. وبالإضافة إلى التحديات المتمثلة في مواجهة ازدياد الطلب على المياه البلدية، تُعد معدلات استهلاك الفرد للمياه البلدية في كثير من دول مجلس التعاون مفرطة، وتعتبر من أعلى المعدلات في العالم. ويُعزى ذلك أساساً إلى الدعم الشامل غير الموجه للمياه البلدية، مما يعطي المستهلكين الانطباع الخاطئ بوفرة المياه". وأضاف قائلاً: "أن الحد من التكلفة وتخفيف العبء المالي على الحكومات أصبح في الوقت الرهن هدف أساسي، موضحاً أن التدابير التي اتخذت من قبل دول المجلس الاتجاه نحو الخصخصة أصبحت واضحة؛ فقد اتجهت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي نحو خصخصة الإنتاج، وأقيمت العديد من محطات تحلية المياه على هيئة مشروعات مستقلة للمياه والطاقة، على أن تشتري الحكومة المياه المحلاة بناء على خطة طويلة الأجل. ولا تزال هناك إمكانية أن ينتفع قطاع المياه البلدية من الميزات العديدة التي توفرها الخصخصة على مستوى سلسلة توريد المياه بالكامل، والتي لم يتم بعد التحقق منها بشكلٍ كافٍ على مستوى المنطقة. يناقش المؤتمر عدد من الموضوعات الرئيسية أولها اقتصاديات قطاع المياه والتمويل الفعال لقطاع المياه ثم الإدارة الفعالة للمياه الجوفية والمياه السطحية والإدارة الفعالة لتحلية المياه، إلى جانب الإدارة الفعالة لمياه الصرف الصحي والإدارة الفعالة لإمدادات المياه البلدية والإدارة الفعالة للمياه الزراعية والإدارة الفعالة للمياه الصناعية ونظم المعلومات الهيدرولوجية ومراقبة قطاع المياه. هذا، وستناقش الجلسات الخاصة إقتصاديات الموارد المائية وتأثير تغير المناخ على قطاع المياه في دول المجلس وتنظم بالتعاون مع منظمة الإسكوا ودور الموارد المائية غير التقليدية في دول المجلس وتنظم مع منظمة اليونسكو، إضافة إلى الإبتكار في قطاع التحلية وتنظم مع المؤسسة العامة للتحلية المياه المالحة، كما تستعرض تقنيات التغذية الصناعية للمياه الجوفية باستخدام المياه المطابقة وغير المطابقة للمواصفات والاقتصاديات والجوانب الفنية والبيئية لنظم التغذية الصناعية. إلى ذلك، ستعقد ورش عمل تدريبة خلال أيام المؤتمر عن المحاسبة المائية والحوكمة المائية Water Accounting and Water Governance " بالتعاون مع المعهد الدولي للإدارة المائية IWMIبهدف تدريب العاملين في قطاع المياه على المستوى الوطني إلى استخدام وتطبيق محاسبة المياه ومفاهيم الحوكمة والعمليات من أجل إدارة أفضل لموارد المياه، ودورة تدريبية عن تثمين المياه " Valuing Water "تعقد بالتعاون مع منظمة اليونسكو بهدف تزويد المشاركين بالمنهجيات الحديثة لتقييم المياه عبر قطاعات الاستخدام المختلفة وكيف يمكن استخدام ذلك في تحسين إدارة المياه، إضافة إلى دورة تدريبية عن تأثير التغيرات المناخية على موار المياه في دول مجلس التعاون "Impact of Climate Change on Water Resources in the GCC Countries" بالتعاون مع منظمة الاسكوا وتهدف إلى تعريف المشاركين بنتائج نموذج المناخ للمنطقة العربية تحت سيناريوهات المناخ المختلفة وكيفية الحصول على هذه البيانات لاستخدامها في النمذجة الهيدرولوجية والهيدروجيولوجية الوطنية.
مشاركة :