ينطلق تصوير مشاهد الفيلم السينمائي الذي يروي مسيرة الدكتور فرانز فانون نهاية شهر فبراير المقبل، حسبما كشف عنه مخرج هذا العمل عبدالنور زحزاح. وأوضح زحزاح أنه سيتم الانطلاق نهاية شهر فبراير كأقصى تقدير في تصوير مشاهد الفيلم الطويل الذي سيسرد فترة التحاق الطبيب الشهيد فانون بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة الذي يحمل اسمه حاليا، وإلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية وهذا خلال الفترة الممتدة ما بين 1953 و1956. عبدالنور زحزاح: الفيلم سيسرد فترة التحاق فانون بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة وإلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية بدخول هذه السنة الجديدة يكون قد مضى على وفاة المفكر المارتينيكي فانون أكثر من ستين عاما، وهو الذي انتقل من خدمته في جيش فرنسا الحرة ومحاربته ضد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية إلى العمل طبيبا عسكريا في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، ثم عمل رئيسا لقسم الطبّ النفسي في مستشفى البليدة ـ جوانفيل في الجزائر، حيث انخرط منذ ذاك الحين في صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائرية. استحضار سيرة فانون يتأتّى كنوع من الدفاع عن فكر مقاوم مستميت ضدّ الاستعمار، وهو الفكر الذي صقلته تجربة مقاومته للاستعمار في الجزائر، ومع الأسف احتكرته الأكاديمية الغربية، التي سعت لتقزيمه واختزاله في مسألتيْن هما الغضب والعنف، وهو التلفيق الذي يستميت الفكر الغربي في إلصاقه بعدد من المفكرين الثوريين والتحرريين غير البيض كمالكوم إكس وحركة الفهود السوداء، والكثير من المفكرين والقادة العرب والمسلمين والأفارقة وقادة مفكرين من الدول المستضعفة. وسيعرف هذا العمل السينمائي، حسب كاتبه ومخرجه، مشاركة أسماء فنية معروفة أمثال رشيد بن علال، فيما سيؤدي دور شخصية الطبيب فانون الممثل ألكسندر دوزان، فرنسي الجنسية، يقول المخرج زحزاح، لافتا إلى تواصل اختيار الوجوه الفنية التي ستؤدي أدوار شخصيات في هذا الفيلم. وأشار إلى أن موقع تصوير هذا العمل السينمائي الجديد سيكون بالمستشفى الذي يحمل اسمه، لإضفاء مصداقية أكثر لهذا العمل، هذا فضلا عن تصوير مشاهد بمتحف فانون الكائن بنفس المستشفى والذي هو المنزل الوظيفي الذي كان يقيم به هذا الطبيب مع عائلته خلال فترة عمله بالمستشفى. كما سيتم موازاة مع الانطلاق الرسمي لتصوير هذا الفيلم، الافتتاح الرسمي لهذا المتحف، عقب إعادة تهيئته من طرف جمعية “أحباب متحف فانون” وهذا بدعم من الشركة المنتجة لهذا الفيلم “أطلس فيلم للإنتاج”.
مشاركة :