فرانز فانون

  • 11/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غيث خوري «إنني أتحدث عن ملايين الناس الذين شربوا بدهاء عناصر الخوف ومركبات النقص والذعر وروح العبودية واليأس والذل». هي كلمات للمناضل والمفكر الأممي فرانز فانون، الذي خاض خلال حياته القصيرة صراعاً عظيماً في سبيل تحرير الإنسان من نير العبودية، معبراً عن مشاعر ملايين الناس، فكان ينطق باسم المواطنين السود في جزر الأنتيل وباسم سكان الجزائر وباسم إفريقيا السوداء، في وجه الاحتلال الفرنسي، والنظرة العنصرية تجاه المواطنين السود.هو من مواليد جزر الأنتيل عام 1925 والتي كانت قابعة تحت الاحتلال الفرنسي، وفيها تفتح وعيه على النظرة الدونية التي يحملها الإنسان الأبيض تجاه أصحاب البشرة الداكنة، وبرغم أن فانون وعي أي حال أصابت أمته وشعبه بسبب الاحتلال الفرنسي، إلا أنه ومنذ سن مبكرة فهم المعنى الواسع للإنسانية وضرورة تحرير الإنسان في كل مكان بغض النظر عن عرقه أو لونه، لذا فقد انخرط في صفوف المقاومة ضد الفاشية والاحتلال الألماني لفرنسا عندما كان في ال17، وقال آنذاك: «أنا لست على وجه الأرض لكي أدافع عن السود فقط، وإنما عن كل مظلوم ومضطهد. وسوف أدافع عن فرنسا لأنها محتلة من قبل الألمان على الرغم من أنها تحتل الآخرين، ولكنني سأقف ضدها في الجزائر بعد أن تخلصت من نير الاحتلال الألماني وأصبحت حرة تقمع شعباً آخر» وهنا تظهر السمات الأممية في نضاله، وهو بطبيعة الحال كان علماً من أعلام التحرر العالمي.سافر فانون إلى الجزائر لكي يشتغل فيها كطبيب نفسي، ليستقيل بعدها من منصبه عام 1956، ويلتحق بقسم الصحافة الخاصة بجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وراح يكتب بشكل منتظم في جريدة المجاهد، لسان جبهة التحرير قبل الاستقلال وبعده، وبدءاً من عام 1959 عينته جبهة التحرير الوطني كسفير متنقل يمثل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. رحل فانون في سن مبكرة من عمره بعد صراع من سرطان الدم، وكان قد ترك مجموعة من الأعمال الفكرية بينها «بشرة سوداء وأقنعة بيضاء» و«العام الخامس للثورة الجزائرية»، وآخر مؤلفاته وأشهرها «معذبو الأرض» وكان جان بول سارتر قد وضع مقدمة لهذا الكتاب الذي اعتبره علامة في طريق التحرر العالمي بجرأته وقوة حجته ورصانته.

مشاركة :