أعتذر بداية عن لفظة «هياط» لأن القارئ الكريم أَكْرَم من سلبيّة هذه المفردة، ولعل كلكم أو بعضكم أو حتّى القليل منكم يتفق معي في أن «السوشال ميديا» باتت جُلّها هياط في هياط! وهنا أورد بعض التصرفات غير المأمول من أصحابها أن يمارسوها فعليًا، تاركًا للقارئ الذي يهمّني نقده الإيجابي ورأيه المحفّز والمشجّع والموجّه، فأنتم المكسب الحقيفي لأي كاتب يعشق ضرب الحروف كتابة، فأنتم الرهان الحقيقي والمكسب الرابح.. فلنبدأ في توصيف هذه الممارسات: - مشهور/ة في السناب «تناقز» من مكان لمكان في بيتها هو طبعًا قَصْر لكنه أضيق من قَبِر لماذا، رغم سعته صار مكتومًا بإشراك الجميع فيه، فأصبح المتابع يعرف عدد غرف بيت المشهور/ة وألوان الستائر، عدد أبنائها.. لم يكن هذا القصر خاصًا بل عامًا وحقًا مُشاعًا للجميع، وهياط بداية يوم المشهور/ة حتى يضع رأسه على المخدة هذا إذا نام أصلاً، وسط كشف ستر بيته! - هذا «التوكتكي» شيء عجيب -البعض طبعًا- يتميلح بشكله كل دقيقة، في سفراته، في طلعاته، في قيامه، في أكله، وكأنه متنبي عصره.. المثير في الأمر أن عدد متابعيه شيء مهول يكاد لا يصدّقه العقل ولا المنطق، وعندما تتتابع ما يقوله ويفعله تجد العجب العجاب كما قال شاعرنا عبدالرحمن بن مساعد في إحدى نصوصه: عجب عجاب.. كثر الفقر ماله كلٍ يبي قربه ورضاه رغباته قوانين وزلاته صواب الناس حوله من شمال ومن يمين يأمر.. يطاع النقطة الأخيرة بكل شفافيّة ووضوح دون غضب أو عتاب: أنتم أيها المتابعون السبب، نعم لا تستغربوا، نعم أنتم السبب بمتابعة بعض المشهورين في زيادة غلّة جيوبه من الإعلانات «الله يرزقهم» وبكل أسف جعلتم دون أن تشعروا بعض المشاهير حَمْقَى! وأخيرًا.... حين يستوي عندك الثواب والعقاب فأعرف أنك بلغت قِمّة السخافة، علاجها سهل: قليل من حياء الوجه والحرف، وابتسامة بعد سجدة تريح القلب والعقل، فانظروا بعدها كيف يأتي الإبداع والامتاع حدّ الاقناع.
مشاركة :