مغامرة مثقف.. - زينب إبراهيم الخضيري

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كل يوم تصبح قضيتنا أوضح، ويصبح الناس أذكى.(فيلهلم ديتسجن) إنها لمغامرة أن تكون مثقفا، أن تتماس مع عالم الكتب والأفكار وتنفتح عليهما، أن تعاصر معظم الثقافات الإنسانية كمُستَقبل ومنفتح، لقد فُتح عليك باب الجحيم..! وعلى صعيد الأسئلة الإنسانية، أي الحقائق نعيش؟ ففعل الأسئلة يقف معتصماً أمام ديناميكية الثقافات العالمية، إن الأحادية الثقافية لم تكن وليدة اليوم، ولكن جاء التحرر من التشدد والتصلب وأحادية الرأي بالاعتراف بخطورتها على الواقع الثقافي والإنساني، وكلما تعددت الأسئلة تعددت وجهات النظر، هنا أتساءل: أين هي التيارات الثقافية وما هي منجزاتها؟ حيث إنها تستطيع أن تُولّد شلالاً يكفي لأن نقيّم الحالة الثقافية السائدة في العالم العربي، كذلك الانحدار المتسارع للغة المثقف، ولا أعرف سبباً حقيقياً يتملّك المثقف العربي يمنعه من تجاوز مرحلة النقاش الأبدي والوصول بأي ثمن إلى قرار لصناعة مشهد ثقافي نتكئ عليه للحكم على مرحلتنا الراهنة. إن السير باتجاه واحد يخلخل العمل الثقافي مثل ضرس فاسد، هذا التخلخل الثقافي لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج فوضى الإنتاج غير المدروس وفوضى الناقد الذي يعيش في برجه العاجي، وأغلب من نراه وما نسمعه وما نقرأه اليوم ليس تحليلاً أو أدباً بل شيء آخر، كلمات سحرية، خدع، تزييفات، تجميع كلمات، كتابات جاءت من خبرات وليست نظريات، وفي خضم هذا كيف يمكن السيطرة على عالم الثقافة، ما هي الحيلة التي يمكن من خلالها إحلال رأي ثقافي محل رأي سياسي أو ديني بصورته الأوسع؟ وكيف يمكن أن نصل إلى تقييم استراتيجي للمرحلة الثقافية التي وصلنا إليها؟ هذا يستوجب عمل نهضة ثقافية تقوم على أساس عمل مؤسسي له أهداف طويلة المدى تنهض بكل من المثقف، والمتلقي، والناقد، والنص المكتوب، نحتاج إلى فانتازيا فائقة السخونة لتنشيط الثقافة وانفتاحها. *فِعلُ إفَاقة: مَن يُمكنه إنقَاذ الضَمائر مِن التبَضع من متَاجر الأنانية؟ ذلَكِ الَوهمُ الجريحُ المتَمَثل بالحُب لاَ تقتربوا مِنه عندمَا تتَحدثون عَن الزَواج، سأرشدكم إلىَ امرأة تتُقن فن الاعتذار. أمَام حزمة أسئِلة، تَبعثر، تلَاشى، ثُم تَوارى خَلف أفق المشَاعر الغَاضبة.

مشاركة :