يواجه الجنوب الليبي حالة من القلق بعد ظهور عناصر تنظيم داعش في محاولة من جانبه للتمدد داخل البلاد ما يمثل تهديداً حقيقياً للدولة وجيرانها نظراً إلى المساحة الشاسعة بصحراء الجنوب.وكانت القوات الخاصة التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي أعلنت مقتل 19 عنصراً من داعش ينتمون لجنسيات مختلفة، فيما عثر على أشلاء 4 آخرين فجروا أنفسهم في عمليات للجيش جنوبي ليبيا.وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في الشأن الليبي بمركز دراسات الأهرام أحمد عامر أن تنظيم داعش يسابق الزمن لإيجاد موطئ قدم له في الجنوب والوسط الليبي وصولا إلى منطقة الهلال النفطي، مستغلا استمرار حالة الصراع الدائر بين أطراف القوى السياسية. وحذر من خطورة إعادة ترتيب التنظيم أوضاعه مرة أخرى داخل ليبيا لإعادة السيطرة على بعض المناطق والقيام بعمليات إرهابية، ما سيؤدي إلى سهولة انتقال الأفراد والمعدات التابعة للتنظيم عبر الحدود الجنوبية لليبيا.وشدد عامر على ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لدرء خطر التنظيم كونه يهدد الاستقرار على المستويين الأمني والسياسي في بلد تمزقه الصراعات السياسية وتسوده الفوضى الأمنية. ولفت إلى أن التنظيم الإرهابي يهدد أيضا دول الجوار فهو تنظيم لا يزال في طليعة الجماعات الإرهابية القادرة على تنفيذ الهجمات والتفجيرات.وشدد على ضرورة اجتثاث مصادر تمويل التنظيم استباقا لمرحلة تجنيد أفراد آخرين لشن عمليات تخريبية، مطالبا بضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها وحفظ ثروات ومقدرات الشعب من التنظيمات الإرهابية الخطيرة وتشديد المراقبة على الجنوب الليبي لمنع دخول مقاتلين إرهابيين جدد من مناطق تشاد ومالي والنيجر ونيجيريا فى ظل المساحة الشاسعة والفراغ الأمني والمؤسساتي، حتى لا يكون جنوب ليبيا حاضنا للعناصر الإرهابية.< Previous PageNext Page >
مشاركة :