يحاول تنظيم «داعش» والجماعات المتشددة الأخرى إعادة تجميع الصفوف في ظل انشغال القوى الدولية بالعملية العسكرية التركية في عفرين وهجمات النظام السوري على إدلب. فعلى مدار عام 2017، فقد «داعش» مساحات واسعة من الأراضي في جميع أنحاء العراق وسوريا، بعد أن تنافست القوى الدولية لهزيمة التنظيم الإرهابي، إذ دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأكراد في سوريا لقتال التنظيم، كما تحالفت روسيا وإيران دعماً للرئيس السوري بشار الأسد.وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إنه بعد إعلان روسيا وإيران هزيمة التنظيم، فإن التوترات المتصاعدة والطموحات الإقليمية الجديدة بين القوى الدولية تحول التركيز بعيداً عن جيوب «داعش» المتبقية، كما أن الهجوم التركي في عفرين يزيد من التوتر.وقال أحد المعارضين السوريين للصحيفة، إن ««داعش» بعيد عن الانتهاء»، وربما يكون هناك رغبة لدى العديد من الأطراف في ترك ما تبقى منه؛ حتى تتمكن من مهاجمة أعدائها.وقال مقاتلو المعارضة السورية: إن «داعش» يعمل الآن على ربط تلك الشبكة المنهارة مجدداً وتجديد خطوط الإمداد في جميع أنحاء سوريا. وقالت الصحيفة البريطانية: إن هذا التطور في استجماع التنظيم لقوته، يمثل تهديداً صريحاً للوضع في سوريا، ويتسبب في إطالة أمد الصراع الذي أجبر ملايين السوريين على الفرار من بلادهم واللجوء إلى دول أوروبا والبلدان المجاورة.ووفقاً للمرصد السوري، فإن سيطرة «داعش» على الأراضي تقلصت من 50% إلى 3% خلال أواخر العام الماضي فقط، لكن في الشهرين الماضيين ارتفعت هذه النسبة إلى 3.7% بعد أن سيطر التنظيم على 82 قرية في شمال غربي سوريا. واتهمت روسيا والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة «الشركاء السوريين» على الأرض بالسماح بإعادة ظهور «داعش» في شرقي البلاد. ونفى المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش»، رايان ديلون أن تكون قوات الدفاع الذاتي الكردية تتسامح مع وجود «داعش».
مشاركة :