تصاعد الحملة ضد المسلمين في أميركا عقب هجمات باريس

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (الجمعة)، في صدر صفحتها الأولى خبرًا بعنوان كبير: «هجمات قاسية ضد المسلمين»، وقالت إن الحملة ضد المسلمين في الولايات المتحدة تصاعدت كثيرًا بسبب هجمات باريس في الأسبوع الماضي. وإنها لم تعد تقتصر على الجمهوريين، وذلك لأن نوابًا ديمقراطيين صوتوا، ليلة الخميس، مع الجمهوريين في مجلس النواب لمشروع قانون يشدد دخول اللاجئين السوريين والعراقيين. وقالت الصحيفة إن هذا العداء يختلف مع تصريحات الرئيس السابق بوش الابن، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، عندما قال: «الإسلام دين السلام». ليلة الخميس، قال دونالد ترامب، ملياردير العقارات، ومن مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، إنه لا يعارض «وضع قائمة بيانات لكل المسلمين» في الولايات المتحدة. وأضاف في مقابلة في موقع «ياهو»، إنه يفكر في «إجراءات مشددة» لمراقبة الجالية المسلمة في الولايات المتحدة. وردًا على سؤال إذا ستتضمن هذه الإجراءات تسجيل المسلمين في قوائم خاصة بهم، أو إصدار بطاقات هوية خاصة بهم، قال إنه لا يستثني أيًّا من هذين الإجراءين. وأضاف: «سيتعين علينا أن نفعل أشياء لم نفعلها من قبل على الإطلاق. ربما ستغضب هذه الخطوات والإجراءات بعض الناس. لكن، أعتقد أن جميع الناس يشعرون الآن بأن القضايا الأمنية هي التي تتحكم في التطورات الحالية». وقال: «لم نكن نحلم باتخاذ مثل هذه الإجراءات في هذه البلاد. كانت، بصراحة، من الأمور التي لم نجرؤ على التفكير بها قبل عام واحد فقط». وشن بن كارسون، جراح الخلايا الدماغية الأسود، ومن مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية أيضًا ليلة الخميس، هجومًا عنيفًا على الرئيس باراك أوباما بسبب قراره باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري في الولايات المتحدة في العام المقبل. وقال، أثناء توقفه في مونتغمري (ولاية ألاباما) خلال حملته الانتخابية، إنه لا بد من ابتكار آلية رقابية يمكن من خلالها فرز «الكلاب المسعورة» وسط اللاجئين السوريين. وذلك لأن دخول هؤلاء الأراضي الأميركية «خطر كبير على أمن الولايات المتحدة». وشرح: «إذا لوحظ كلب مسعور في الحي، فلن ترى فيه خيرًا، وستبعد أولادك عن طريقه. لكن، لا يعنى ذلك أنك تكره الكلاب». وقال ماركو روبيو، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، ومن مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة، إن هجمات باريس جزء من «صراع الحضارات»، وإن الذين اشتركوا في الهجمات يمثلون «حضارة معينة»، وليسوا فقط متطرفين. غير أن النائبين المسلمين الوحيدين في مجلس النواب انتقدا هذه الحملة. وقال أندريه كارسون (ديمقراطي من ولاية إنديانا): «يجب ألا يضع سياسيون مرشحون لرئاسة البلاد مجموعة من الناس في قالب منفصل. لكن، هذا هو ما يفعلون». بالإضافة إلى السياسيين، قال، أمس (الجمعة)، اريك اريكسون، رئيس تحرير موقع «ريد ستيت» الذي يميل نحو الحزب الجمهوري: «لن أقدر على أن أذهب إلى دار السينما لأشاهد فيلم «حروب النجم» الجديد لأنه لا توجد إجراءات أمنية عند أبواب دور السينما». ووافق مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بأغلبية 289 صوتًا مقابل 137 ليلة الخميس، على مشروع قانون بتجميد دخول اللاجئين من سوريا والعراق، ومن دول إسلامية أخرى حتى وضع إجراءات أمنية متشددة. زادت هذه النسبة على نسبة أغلبية الثلثين المطلوبة لتجاوز حق الفيتو الذي هدد الرئيس باراك أوباما باتخاذه ضد مشروع القانون. وقالت وكالة «رويترز» إن التصويت جاء بعد أن زار مسؤولون من البيت الأبيض الكونغرس لحشد النواب الديمقراطيين للوقوف ضد مشروع القانون، لكن، صوت عشرات منهم مع النواب الجمهوريين. وقال واحد من الديمقراطيين المعارضين إن مسودة القانون «ليست إلا مزايدات سياسية»، بينما قال واحد من الجمهوريين إن «الشعب الأميركي قلق، ويريد مزيدا من الحماية ضد الإرهاب». وحسب مشروع القانون، لا بد من موافقة كل من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزير الأمن الداخلي، ومدير الاستخبارات الوطنية على كل طلب يتقدم به أي لاجئ «للتأكد من أنه لا يشكل خطرًا على أمن الولايات المتحدة»، كل ذلك بعد أن تدقق الشرطة الفيدرالية والمحلية في خلفية اللاجئ. وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري المنتخب حديثا، النائب بول ريان: «نحن أمة رحيمة. لكن، يجب أن نتذكر أيضًا أن الأولوية لدينا هي حماية الشعب الأميركي». في الوقت نفسه، نقل تلفزيون «سي إن إن» صباح الجمعة مشاهد لإجراءات أمنية في المطارات ومحطات القطار استعدادًا لاحتفالات عيد الشكر الأميركي، في الأسبوع المقبل، وبالإضافة إلى الشرطة الفيدرالية، وشرطة واشنطن العاصمة، انتشرت شرطة خاصة بالمطارات، وشرطة خاصة بالقطارات، وشرطة خاصة بالمترو (تحت الأرض). وقال مسؤول في قطارات: «سيكون الأسبوع المقبل (قبيل يوم عيد الشكر، يوم الخميس المقبل) شيئًا لم نفعله من قبل، ولم نتوقعه. سنكون صارمين بينما مئات الآلاف من الناس سيستعملون المترو في تنقلاتهم، وكجزء من سفرهم إلى خارج واشنطن».

مشاركة :