ممارسة مقبولة وفاعلة في حياة الغربيين وأخص أصحاب الأُسَر، ومن يقطن منزلا منفصلا عن الجيرة وفيه مساحة خارجية لأي عمل يُذيب فيها رب الأسرة الفراغ والسأم عند التقاعد أو في الإجازة الأسبوعية.تلك الممارسة تقل عندنا – قل تنعدم – وهي عمل معظم الصيانة المنزلية والإصلاحات العادية واختيار قطع الغيار الجيّد والذي يناسب الحالة.راجت معارض وأسواق يسمونها DIY، Do it yourself أي: «اعملها بيدك» وهناك أدلة بالصور داخل المتجر تُرشد الزبون إلى الطريقة المثلى لتجديد الشيء أو تغيير القديم منه.المادة تلك وأقصد DIY تُدرّس في معاهد تقنية، وتُرصد للناجح في اجتيازها كمادة لمؤهل دخول الجامعة، حنى لو دخل الطالب أو الطالبة كليات الآداب أو الطب.من الأمور التي استجدت على حياة الناس عامة عندنا ظهور بنود صرف لم تكن معتادة، ألا وهي بنود الصيانة المنزلية التي تعاظمت في السنين الأخيرة حتى كادت تساوي مصاريف الملبس والمأكل والعلاج أو تزيد.وبدأ هذا الثقل الجديد على حياة الأسر. وحسّ به الغرب قبلنا بعقود، فأوجد نمطا من انشغال أهل البيت بتدبير أمور الصيانة المنزلية البسيطة وسماها (دو إت يور سيلف Do it yourself). وتجاوز الأمر هذا فأصبحت مادة اختيارية من بين المواد التي يمكن للطالب أو الطالبة أن يختارها ليدعم طلبه.استدعاء الفني لأمر منزلي بسيط لم يعد محتملا. فالمواعيد والحضور وتعيين قطع الغيار ثم إحضارها وتركيبها يكلّف الأسرة، ومن هنا يأتي دور رب البيت أو ربة البيت أو الابن أو الابنة أن يوظف براعته واستخدام الأساليب لإصلاح الخلل ما لم يكن الأمر يتطلب جهدا عضليا كالحفر العميق أو استعمال معدات ثقيلة.الموضة والترف والأناقة والأزياء (الموضات) تصل إلى بلادنا قبل بلد المنشأ. وحتى الآن لا أرى في حوزة أحد تلك المعدات التي يمكن الاستعانة بها لإجراء إصلاح عطب مفاجئ أو خلل بسيط في المنزل بدلا من انتظار من سيعد لنا فاتورة طويلة لعمل لا يعرفه أكثر منا.في شوارع مدننا نجد سلسلة محلات للتجارب بمعداتنا. وما أكثرها. وما على صاحبها إلا أن يُعلق بطريقة مرئية مواسير وعوامة وبعض الأسلاك والأجهزة لتكون معلما.كم مرة تعرضتَِ فيها للقلق بسبب بعض التفاهات المتعلقة بالمنزل وأدواته، كتعطل ماسورة وانسداد البالوعة، واعتمادنا على من يطلقون على أنفسهم متخصصين لتدبير أمورك المنزلية، ومن أبرز الشخصيات التي يعتقد البعض أننا لا نستطيع الاستغناء عنهم هم من يعملون في مهنة «السباكة» بالرغم من أن المشكلة في معظم الأحوال لا تستدعي تدخلاً خارجياً.لا شك أن تعطل دش الاستحمام أمر مثير للأعصاب وخاصة إذا كان المرء يريد أخذ حمامه اليومي وهو في عجلة من أمره ليذهب إلى العمل، وفجأة يجد أن «الدش» لا يعمل، هذا الأمر من الممكن أن يثير الغضب ويجعل يومه مختلفاً، بل ربما لا يجد بداً من الشجار مع من يجده أمامه. في هذه الحالة سنقوم بتصرف واحد وهو الاتصال بمن يخصه الأمر.ما حدث للدش تفسيره بسيط، هذا الانسداد يحدث بسبب تراكم الرواسب المعدنية التي تتكون مع مرور الوقت مع تدفق المياه التي تحتاج إلى التطهير بشكل دوري، ومع الإهمال تتراكم وتؤدي إلى انسداد «الدش»، وبإمكانك التخلص من هذه الرواسب دون مساعدة من أي شخص طالما أن منزلك لا يخلو من «الخل».@ A_Althukair
مشاركة :